التطبيع ورقة نتنياهو في “الانتخابات”
تنطلق غداً “الانتخابات الصهيونية”.. انتخابات هي الرابعة في أقل من عامين منذ حلّ حكومة نتنياهو في كانون الأول 2018.
لم تُخرج الجولات الانتخابية الثلاث السابقة كيان الاحتلال من أزمته السياسية الداخلية المرتبطة أساساً بمساعي نتنياهو، الإفلات من المحاكمة بتهم الفساد وتلقي الرشا والخيانة العامة.
الجديد واللافت عشية هذه الانتخابات، ورغم تحديد التوقيت لتقريب موعدها من رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو شخصياً لحسابات انتخابية، أن الأخير لم يستطع حسم الأمر لمصلحته أو تحقيق أهدافه البعيدة، كما لم يستطع ضمان تأييد أصوات تخوله فرض قانون يمنحه حصانة مؤقتة وتبعده ولو مؤقتاً عن قوس المحاكمة جراء تهم الفساد التي تلاحقه، كما في المرات السابقة.
وقبيل ساعات من الانتخابات يشهد كيان الاحتلال نشاطاً محموماً يقوده نتنياهو بالذات، بشكل لافت للنظر، لكسر حالة التعادل التي تتنبأ بها استطلاعات الرأي الصهيونية؛ وهو ما دفع نتنياهو لخطاب اعتبر أنه دعوة لليكود ولأعضائه والمقربين منه للاستنفار للذهاب إلى صناديق الاقتراع لتفادي “حكومة تناوب” يقودها خصومه.
وما يسجل لنتياهو أنه تفوق على كل منافسيه بالفساد والرشوة، والعربدة، وضم أراض فلسطينية جديدة، وتهجير آلاف الفلسطينيين من أراضيهم، وسرع من بناء المستوطنات أفقياً وعمودياً، ليس هذا فحسب بل دفع واشنطن إلى نقل عاصمتها إلى القدس الشريف، كما مارس الضغوط على واشنطن عبر اللوبيات اليهودية، لتجفيف المساعدات عن «الأونروا»، وفي السياق أغلقت أمريكا الممثلية الفلسطينية في واشنطن، بل الأهم أنه وعبر ما يسمى “النشاط الرياضي” أو “التبادل التجاري” أو “التسامح الديني”؛ طبّع مع عربان ومشيخات في الخليج العربي، والمغرب العربي، رافعاً شماعة الخطر الإيراني، غير الموجود أصلاً إلا في الرؤوس الحامية عند بعض المشيخات، وعند الكيان الصهيوني الذي تعوّد أن يعربد بفعل الدعم الأمريكي والغربي ليكون القوة المسيطرة على مقدرات المنطقة ويكون في وضع القوي في مواجهة محور المقاومة الذي يشكل تهديداً وجودياً لهذا الكيان، لذلك راح يهرب إلى الأمام تارة وإلى الخلف تارة أخرى باتجاه كسب أكبر عدد من العربان لرفع اسمه في الانتخابات الحالية، ولكن هذا لن يفيده، ولن يحميه، وإن طال هروبه.. وإذا افترضنا أنه حقق بعض النجاحات في هذه الانتخابات المبكرة، فهذا يكون بفضل هذه المشيخات التي طبّعت معه بشكل مجاني، وفي الوقت ذاته تنكرت لكل الحقوق العربية والفلسطينية، بل أمست شريكة أساسية للاحتلال، وصوتاً مؤثراً في صناديق الانتخاب الصهيونية، لتكون الورقة أو الجائزة الكبرى التي يعوّل عليها نتنياهو في حسم الانتخابات على حساب الدماء الفلسطينية والعربية التي سفكها كيانه الاحتلالي العنصري التوسعي.