جاءت زيارة وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد والوفد المرافق له إلى سلطنة عُمان للتأكيد المتبادل على علاقات الأخوة القوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، ولتحمل أبعاداً سياسية واقتصادية وثقافية، ما جعلها تستحوذ على المزيد من الاهتمام ولاسيما لجهة الموضوعات والقضايا ذات الشأن المشترك والتي تم بحثها بروح الأخوة والرغبة المشتركة للوصول إلى مقاربات تخدم البلدين والمنطقة.
وتجسد الزيارة نجاحاً لدبلوماسية البلدين في تخطي العوائق والعراقيل التي وضعت في طريقهما وبالتالي المحافظة على علاقات تاريخية بين البلدين حملت روح الأخوة المتأصلة بين الشعبين.
توجت الزيارة العلاقات الودية التي صمدت بوجه أعاصير القطيعة التي قادتها أطراف دولية بمساهمة دول عربية وإقليمية كانت تحمل صفة الأخوة والجيرة قبل أن تصبح ممولاً وممراً للإرهاب ومحرضاً على الشعب السوري وشريكاً في سفك دمه وحصاره وسرقة مقدراته على مدار السنوات العشر الفائتة, إلا أن الطريق بين دمشق ومسقط ظل معبداً بالإرادة القوية والاحترام المتبادل، ما أثمر علاقات صلبة لخدمة السلام في المنطقة.
لقد انتهجت مسقط دبلوماسية واضحة مع دمشق، حيث لم تنخرط في أي حرب عدائية ضدها بل حافظت على قوة الجسور الدبلوماسية معها في منطقة شديدة الاستقطاب, وبقي المجهود الدبلوماسي العُماني لإحلال السلام واضح جداً كطرف نزيه له سياسة تحترم الجوار بكل موثوقية.
وكسبت مسقط احترام السوريين لثبات موقفها تجاه سورية وأهمية الحفاظ على موقعها عربياً ودولياً, والتأكيد على وحدة وسلامة الأراضي السورية وتأكيدها على الدوام أن مفتاح الحل بيد السوريين أنفسهم فقط وهم القادرون على ذلك بعيداً عن كل التدخلات الخارجية ومحاولات الإقصاء أو الإجبار لتمرير مخططات خارجية هدفها النيل من سيادة سورية ووحدة أراضيها.
بالإضافة إلى الأبعاد السياسية للزيارة تميزت ببعد ثقافي بارز حيث كان للوزير المقداد محطة في المتحف الوطني العُماني الذي يحتضن لقى وقطعاً أثرية سورية طالتها يد الإرهاب والتخريب وتم ترميمها في مسقط إضافة إلى تفقد مخطوطة (كتاب الفوائد في معرفة علم البحر والقواعد) للملاح العُماني شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي المعارة من مكتبة الأسد بموجب مرسوم رئاسي إلى سلطنة عُمان، حيث أكد الطرفان أهمية استمرار التعاون الثنائي بين البلدين في المجال الثقافي فنجاح الدبلوماسية الثقافية هو تجسيد لعمق العلاقة التاريخية الأخوية بين الشعبين العُماني والسوري.