(سيّال) دير الزور .. تعيد بناء ما دمره الإرهاب
يتقدم العمل الشعبي في مدينة السيّال شرق ديرالزور ( 130 كم ) بخطوات ملحوظة بما يتطلب دعماً يُعيد المزيد من الخدمات التي تحتاجها المدينة التي اكتسبت صفتها الإدارية كمدينة بالنظر لكونها حاضنة موقع ماري الأثري.
بلا آليات عمل
وأشار رئيس مجلس مدينة السيّال سامي الجدّي في حديثه لـ” تشرين” إلى أن وضع العمل البلدي وخدماته كما كثير من مدن وبلدات المحافظة يواجه صعوبات بالنظر لعدم توفر آليات من ضواغط للقمامة وغيرها من ما يخُص العمل، بسبب سيطرة التنظيمات الإرهابية وقيامها بسرقة وتخريب الآليات التي كانت تُستخدم في العمل قُبيل تحريرها من قبل الجيش العربي السوري ما أفقدنا مقومات التخديم في مختلف مناحي العمل، ونعاني حالياً من انعدام العمالة. إذ ليس على ملاك المجلس سوى عامل نظافة واحد وشرطي لمتعلقات العمل البلدي، فيما يفتقد مجلس المدينة لمقر، وجرى عقب التحرير وعودة الأهالي اتخاذ مبنى الوحدة الإرشادية الزراعيّة كمقر .
بالمناصفة
وأشار الجدّي إلى أن محافظة دير الزور وعدت بتأمين المُستطاع من آليات الخدمة البلدية والعمال لسد الحاجة، وسيقوم المجلس بتنفيذ مشاريع عدة في المدينة رُصدت لها مبالغ ماليّة بانتظار مُصادقة المكتب التنفيذي في المحافظة عليها، وهي تتوجه نحو تنفيذ مشروع للصرف الصحي، وتسوية وتعبيد الطرقات .
وبيّن رئيس مجلس المدينة أن أعداد الأهالي العائدين إلى “السيّال” قارب 7 آلاف نسمة، فيما كان عدد السكان حسب المكتب المركزي للإحصاء العام 2004 قرابة 15 ألف نسمة وتصنيفها الإداري كمدينة يعود لموقعها الأثري حيث مملكة ماري، إذ جرى تأهيل محطة مياه الشرب من قبل مؤسسة مياه دير الزور وهي تُغطي 65% من حاجة المنطقة، فيما أُعيد تأهيل وصيانة 4 مدارس فقط من أصل 7 بانتظار تأهيل المتبقي منها وهي 3 مدارس، وبلغ عدد العائدين لمقاعد الدراسة 1400 تلميذ وتلميذة .
وطالب الجدّي بدعم القطاع الزراعي عبر تأمين الري الحكومي وتوفير الأسمدة والبذار بشكل كاف, حيث هنالك معاناة بتوفيرها بما يُغطي الحاجة، علماً أن لدينا محطة لضخ مياه الري، غير أن اعتماد محركاتها على التغذية الكهربائية ضمن ظروف التقنين يجعل من عمليات الري تواجه مشكلات أثناء انقطاعها .
عمل شعبي بامتياز
للعمل الشعبي في مدينة “السيّال” بصمات واضحة انعكست في المبادرة لإعادة تأهيل مرافق خدميّة عدة ومما ساعد على ذلك تكاتف أبناء المدينة ( أغلبهم من ميسوري الحال مُقيمون منذ زمن بعيد في دول الخليج ) .
حول ذلك يوضح الجدّي: بفضل هذا العمل تمت إعادة التغذية بالتيار الكهربائي لمدينتنا بالتعاون مع ورشات الإدارة العامة لكهرباء دير الزور ومركز كهرباء البوكمال، إذ تم تزويد المنطقة بالتيار الكهربائي بعد تأمين محولات التغذية وذلك على نفقة الميسورين من أهلها، وجرى تركيب 17 محولة، فيما وضعت شركة الكهرباء 3 محولات .
وأكد الجدّي أن مبادرات العمل الشعبي امتدت لتأهيل وصيانة المركز الصحي الذي يحتاج اعتماده من قبل مديرية الصحة ورفده بالاحتياجات الطبيّة والكوادر العاملة بما يُلبي الخدمات الصحيّة للأهالي.لافتاً إلى أنه جرى تجهيز مقر يصلح كصالة لمؤسسة السورية للتجارة يُمكن حال افتتاحها من قبل إدارة المؤسسة أن تكون رافداً مُهماً في توفير مختلف أنواع المواد الاستهلاكية التي يحتاجها المواطن، إضافة لتجهيز مقر للسجل المدني وتزويده بالأثاث اللازم .
ويُطالب أهالي مدينة “السيّال” باعتماد ماري كاسم لمدينتهم التي تحتضن مملكة ماري المعروفة إحدى أهم ممالك الحضارات السورية القديمة والتي ازدهرت في الألف الثالث قبل الميلاد .