دير الزور .. سعر الكمأة تخطى 45 ألف ليرة
يربط الكثيرون ظهور الكمأة بموسم الخير، وخاصة أن ظهورها يرتبط بغزارة الهطولات المطرية والبرق والرعد، ولذلك يعرفها بعضهم بأنها بنت الرعد، وبرغم أن أسعارها باهظة الثمن إلا أن عدداً من أبناء دير الزور يتسابقون للحصول عليها، لما لها من مذاق طيب يضاهي كل أنواع اللحوم، ولكن هذا العام اختلف الكلام جملة وتفصيلاً مع ارتفاع الأسعار الكبير الذي تشهده الأسواق، ولم يستثنِ أي نوع، ولم تكن الكمأة أفضل حالاً فتخطى سعرها حاجز 45 ألف ليرة، وهناك أنواع أخرى يتعدى سعرها هذا الرقم، ويرتبط الثمن بحجم حبة الكمأة ونوعها، وهناك أنواع كثيرة منها: الكمأة الزبيدي، الجبا ، كمأة الصحراء.
علي الخرابة لديه خبرة في الكمأة من خلال عمله في سوق الخضار والفواكه فهو تاجر جملة يقول لـ«تشرين»: المعروف أن ظهور الكمأة مرتبط بالأمطار والبرق والرعد، وعندما يبدأ ظهورها في الأسواق نقول: إن هذا العام عام خير، وفي العام الماضي كانت وفيرة، وأسعارها منخفضة، ويلعب النوع وحجم حبة الكمأة دوراً في تحديد السعر، ولكن هذا العام كانت الأسعار مرتفعة جداً، لذلك لم يحصل عليها إلا القليل, وهي ذات طعم ومذاق طيب جداً، وتأكل سلقاً أو طبخاً، ومنهم من يضع كميات في (الفريزر)، وانتشارها معروف في بادية دير الزور بين منطقتي «الشولا وكباجب»، وتحتاج عملية البحث عنها إلى عناء، وخبرة كبيرة، لكونها تبدو على شكل (فقعة)، وهو ارتفاع بسيط فوق الأرض، وظهورها مرتبط بعدد من أنواع النباتات التي تنمو بالقرب منها.
أما عن قيمتها الغذائية فيقول الدكتور فواز الحاجي من جامعة الفرات قسم البساتين: إن الكمأة تحتوي على ماء مقداره 75 – 80 % من وزنها ، والزبيدي يحتوي ماء أكثر من نوع الجبا، وأهم مكوناتها البروتين حيث تحتوي على بروتين بنسبة 16 – 19 % من وزنها الجاف، ويعد الزبيدي أكثر بروتيناً من الجبا، وكلا النوعين غني بالأحماض الأساسية.
ويضيف الحاجي: كانت هناك محاولات لاستزراع الكمأة بعد أن عرفت بارتباطها الكلي مع ظهور بعض أنواع النباتات منها: البلوط والزان والبندق، وكمأة الصحراء يرتبط وجودها بأعشاب معينة نذكر منها: «الرقروق» أو «الأرقة» .
وقد تمكن الفرنسيون منذ عشرات السنين من زراعتها، إلا أن ذلك لا يتم بالزراعة العادية، إذ يسبق ذلك عملية زراعة أشجار البلوط والبندق، وبعد نجاح زراعة الشجر تنثر في التربة تقاوى الكمأة وهي أجزاء من كمأة سابقة، ويمكن الحصول على محصول من الكمأ بعد فترة تتراوح بين ست سنوات وحتى عشر سنوات من تاريخ الزراعة، أما بالنسبة لكمأة الصحراء فلم يسبق لأحد أن قام بزراعتها لأنها تحتاج لدراسات.