التأكيد على وحدة الدم السوري عبر الفيلم السينمائي «أنت جريح»
بلحظاتٍ مشدودة انطلقت أحداثه .. من ساحة الوغى لحظة هجوم الإرهابيين التكفيريين على إحدى النقاط العسكرية للجيش العربي السوري ومحاولات الإرهابيين المميتة الدخول إلى كتيبة الجيش عبر المفخخات، مع تصاعد وتيرة الهجوم وصمود جنود جيشنا الباسل ارتقى عدد من الشهداء وانتهت بمقتل عدد من الإرهابيين وهروب الباقي منهم من المكان ..
قصص مليئة بالقيم الإنسانية والبطولات الخالدة التي سطّرها جيشنا الباسل في حربه على الإرهاب صاغها كتابةً قمر الزمان علوش ببعدٍ إنساني عميق ينبض بالحياة عبر فيلم «أنت جريح» الذي يحتفي ببطولات وتضحيات جنود الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب، وتدور حكاياه حول الإنسان وتفاصيله التي يحملها بداخله، ويتناول بطولات الجيش العربي السوري، وحبّ رجاله للتضحية بكل شيء أمام مصلحة الوطن، بالإضافة إلى انعكاس وارتداد كل ما يجري حولنا على الذات الإنسانية وتصرفاتها، وتفاعلها مع الظروف المحيطة، وأحيا شخوصها بإتقان المبدع ناجي طعمي مستخدماً لغة بصرية مغلفة بخلجات الروح لتظهر الشخصيات من لحم ودم عبر أحداث مستقاة من الواقع، ونقل النص إلى صورة ناطقة، ونابضة بواقعٍ في قلب الحياة.
الفيلم من إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون التي عادت إلى واجهة إنتاج الأفلام السينمائية بعد طول غياب، وأكد وزير الإعلام عماد سارة عن تحضيرات جديدة لإنتاج مجموعة من الأعمال الدرامية التي تعكس بطولات الجيش العربي السوري وتمجدّها لإظهار دور بواسل جيشنا في الحفاظ على كرامة وسيادة الوطن وصمود الجيش العربي السوري والتفافه مع الشعب حول القيادة حتى استطعنا الوصول إلى ما نحن عليه اليوم.
يقدّم الفيلم عبر أحداثه إجابات عن تساؤلات عديدة تؤكد على وحدة الدم السوري تجسدّت في روح الجندي وعقيدته الراسخة في الدفاع عن البيت والحديقة وكل ما تراه عيناه من جمال وحمايته من الإرهاب الأسود، مؤكداً على مقولة «الحياة» بكل ما تحمله من قيم مختلفة، وما تحتاجه من قوة، وما تمنحه من مشاعر متفاوتة تتراوح بين الحب وأشياء أخرى، لتكون المعركة مع الذات أولاً منطلقة من خلالها إلى كل ما هو محيط بنا.
فصول الحكاية بدأت من حياة لوران وإياد جنود على جبهات بعيدة عن بيوتهم وأهلهم وعائلاتهم، ولم يكن أمامهم من خيارات سوى النصر أو الشهادة، ومتخذة من عائلة لوران منبعاً لصيرورة الحدث فـ«أم غسان» التي تلعب دورها الفنانة نادين خوري، امرأة لا تعترف بالضعف ولا مكان للهزيمة في حياتها، لا بل تأخذ من خوفها على أبنائها شعلة تسندها لتربّي وتبني في يقينها مجتمعاً كاملاً وليس أفراداً، أما «نايا » الفتاة الريفية البسيطة فتحمل طاقة من المشاعر المتفاوتة في حرارتها، من خلال لحظات تتقلّب بين الفرح والحزن، وتؤكد عبر مسار الأحداث أن الثابت فيها هو «الحياة» خاصة عندما تختار طريقها عن سابق مبدأ وإرادة بعد استشهاد أخيها لوران إثر كمين إرهابي غادر، فتبحث عن الحب الذي أشرق شمساً من أعماقها لتضيء عيني إياد الذي فقد بصره بسبب الإرهاب الغادر، فبّث في خلجات النفوس صراعه بين الحب والواجب، تضعه الظروف أمام احتمالات كثيرة، لكنه يبقى ملتزماً بعطائه الإنساني والوطني، الذي يتجسد بالدفاع عن أرضه ومبادئه، ويبدو واضحاً من خلال طبيعة تعامله مع من حوله بعيداً عن المشاعر المشوّهة التي حاول البعض أن يزرعها في بناء موحّد ومتكامل بهدف زعزعته..تتمثل إيجابيته في وفائه، وسعيه الدؤوب إلى ما هو خير، ويضطر إلى التضحية بما يحبّ، وبرغباته فقط لأنه لا يقبل بمفهوم الخيانة، ومع تقدم الأحداث تضعه الظروف أمام حالة خاصة جداً يعيشها في دواخله يظنّ معها أن كلّ شيء قد انتهى قبل أن تعود إليه أفعاله في طريق الخير ليتلقّفها مثل ولادة جديدة لم يكن يتوقعها.
شارك في بطولة الفيلم: نادين خوري، كندا حنا، محمد حداقي، توفيق اسكندر، خالد شباط، بلال مارتيني، علي صطوف، محسن غازي، محمد قنوع، سلوى جميل، فادي زغيب…. وآخرون.
تصوير: يوسف بدوي