توءمة بين كورال أرجوان السوري وكورال كورايس اليوناني
لأول مرة في تاريخ الفرقة الموسيقية والكورالية، وفي سابقة ثقافية فنية موسيقية اجتماعية إنسانية، سيتم توقيع (اتفاقية توءمة) بين «كورالات أرجوان» من مدينة طرطوس – سورية، و«كورال كورايس» من مدينة تسالونيك – اليونان، الأحد القادم بتاريخ 21 آذار عند الساعة الثانية عشرة ظهراً بتوقيت سورية واليونان في احتفالية خاصة تبث مباشرةً عبر الإنترنت باستخدام التقنيات الرقمية الخاصة.
وبيّن الموسيقي بشر عيسى رئيس جمعية أصدقاء الموسيقا في طرطوس ومؤسس كورال أرجوان في تصريح خاص لـ« تشرين» أن هذه الاتفاقية تعد سابقة فنية ثقافية موسيقية على صعيد سورية والعالم العربي، إذ لأول مرة يتم توقيع اتفاقية من هذا النوع بين فرقتين موسيقيتين، وأكد أن طرح اليونانيين لإقامة التوءمة بين كورالنا وكورال كورايس الذي يعد واحداً من أهم الكورالات العالمية؛ إنما هو تقدير منهم واعتراف بالمستوى الموسيقي والأداء الاحترافي لكورال أرجوان السوري، ليكون في مصاف الكورالات المحترفة، ونداً لأمهر الكورالات العالمية.
وقال: إننا لنفخر بأن يكون كورال أرجوان منسوباً لمدينة طرطوس ، المدينة التي كانت يوماً مقلعاً للأرجوان الفينيقي الذي غزا العالم القديم حاملاً اللون والحرف والأبجدية والحضارة، ولتكون طرطوس اليوم مقلع الأرجوان الجديد، والذي سننشر من خلاله الفن والفرح وثقافة الحياة والأمل والمحبة والسلام.
وتهدف اتفاقية التوءمة – حسب عيسى- لتنمية أواصر الإخوّة والصداقة والتعاون بين الهيئات التي يمثلانها كل من كورال «كورايس» التابع للجمعية الثقافية الروحية «كورايس» من مدينة تسالونيك – اليونان ممثلاً برئيس مجلس إدارته ستراتوس تسيكلاس، وكورال «أرجوان» من مدينة طرطوس – سورية ممثلاً بمؤسسه وقائده ومديره الفني المايسترو بشر عيسى، وسيتم توقيع اتفاقية التوءمة والتآخي بين الطرفين وفق البروتوكول الذي ينص: على بذل المزيد من الجهود لبناء وتطوير العلاقات على الصعيدين الفني والفكري، وعلى تبادل الزيارات وإقامة الحفلات المشتركة (عندما يكون ذلك ممكناً)، لتبادل الخبرات والمعارف المتعلقة بالمجالات الموسيقية والفنية والثقافية، والتعاون الهادف إلى تطوير الفعاليات والنشاطات الموسيقية والارتقاء بها، وتبادل المعلومات والبيانات حول الكورالات والمنظمات والهيئات التي يمكن أن تسهم في تعزيز المعرفة والتواصل وتسيير فعاليات الطرفين، والتعاون المتبادل للترويج والدعاية لفعاليات الطرفين، وتسجيل تعاون الطرفين على مواقعهما على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ويجوز تعديل هذه الاتفاقية في حال ظهور أي احتياجات جديدة عند أحد الطرفين على الأقل، لافتاً إلى أن هذه الاتفاقية الموقعة صالحة لفترة غير محددة وتنتهي فقط عند طلب أحد الطرفين إنهاءها كتابةً.
وأضاف عيسى: لقد صنعنا بهذه الاتفاقية جسراً من الموسيقا والثقافة والحضارة، قافزين فوق الحدود والجبال والبحار، وفوق جميع الظروف الصعبة التي يتعرض لها بلدنا وشعبنا الحبيبان، وكما أن توقيع هذه الاتفاقية يجعلنا نشعر بالفخر والسعادة والمحبة بوجود إخوة وأصدقاء على الجانب الآخر للبحر؛ إلا أنها تبثّ فينا أيضاً الكثير من الأمل والقوة، فإنما الفن والجمال والعلاقات الإنسانية هم الحامل الأول لآمال وأحلام الناس في عالم يحكمه العدل والحب والسلام، وهم الذين سيخلّصون العالم يوماً.
يشار إلى أن كورال أرجوان تأسس في مدينة طرطوس عام 2015 من قبل الموسيقي بشر عيسى خريج المعهد العالي للموسيقا في دمشق، وعازف الترومبيت في الأوركسترا السيمفونية الوطنية، والقائد السابق لكورال المحترفين الأكاديميين (كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا)، وأستاذ فلسفة الفن وعلم الجمال في المعهد العالي للموسيقا في دمشق، وعازفة البيانو الأكاديمية شذى طعمة خريجة المعهد العالي للموسيقا.
ويعد أرجوان اليوم أكبر كورال في منطقة الساحل السوري، حيث يضم في صفوفه ما يزيد على 200 مغنية ومغنٍّ مقسمين إلى ثلاث جوقات بحسب الفئات العمرية: كورال أرجوان الكبار «أكثر من 60 بالغاً» – كورال أرجوان اليافعين «أكثر من 60 يافعاً» – كورال أطفال أرجوان «أكثر من 80 طفلاً»)، والذين ينتمون إلى مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية والعلمية والثقافية في المجتمع، حيث نسبة 35 % من أعضاء الكورال هم من الأسر التي انتقلت بسبب الحرب على سورية إلى طرطوس من ثماني محافظات.
كما يغني بالأسلوب متعدد الأصوات، بالاعتماد على تقنيات الصوت الحديثة التي تتيح الاستفادة المثلى من الحنجرة البشرية للأداء بطريقة أجمل وأجدى وأصح، وبشكل يتيح الاندماج الهارموني للأصوات مع بعضها البعض، ويساهم تعليم قراءة وغناء النوتة الموسيقية (الصولفيج) بشكل إلزامي لجميع أعضاء الكورال في تطوير أداء المغنين وحساسية أصواتهم بشكل كبير، وتتضمن برامج جوقات أرجوان الثلاث مجموعة كبيرة من أشهر أغاني التراث الكورالي الكلاسيكي العالمي، والأعمال الكورالية لكبار المؤلفين الموسيقيين، وأغاني الشعوب والأمم من مختلف العصور والأنماط الموسيقية، ابتداء من عصر النهضة الأوروبي مروراً بعصور الباروك والكلاسيك والرومانتيك، والموسيقا الشعبية لدول العالم، إضافة إلى أجمل الأغاني والموشحات العربية والشّامية، وجميعها بالأسلوب المتعدد الأصوات والموزع هارمونياً، حيث يغني أرجوان اليوم بأكثر من 15 لغة من لغات العالم الحية.
قدم كورال أرجوان أغانيه على المسرح بطريقة معاصرة غير تقليدية، عبر «مسرحة الكورال» وتكون على شكل عرض غنائي سمعي بصري (Choral Show)، تلعب فيه ديكورات المسرح والأزياء والأضواء دوراً أساسياً في العرض، ويكون الكورال في حركة دائمة تشدّ عين المشاهد- المستمع، بالإضافة إلى بعض الفقرات التمثيلية الصغيرة ضمن الأغاني، ووجود بعض الأغاني التي تُغنّى بأكملها بطريقة مسرحية، كما قدم بجوقاته الثلاث خلال السنوات القليلة الماضية عدداً كبيراً من الحفلات النوعية وشارك بالعديد من المهرجانات والاحتفالات الفنية على مسارح مدينة طرطوس، وبانياس، ودريكيش، ومشتى الحلو، وفي دار الأوبرا، إضافة إلى مشاركاته في المهرجانات الرقمية التي تقام على الإنترنت كمهرجان بريفيزا الدولي في اليونان، ومهرجان الكورال للسلام العالمي في النمسا.
وفي العام 2018 أطلق أرجوان تظاهرة موسيقية كورالية ثقافية سياحية نوعية «موسيقا على الطريق» وهي حفلات في الهواء الطلق يقيمها سنوياً في ساحات وحدائق وشوارع مدينة طرطوس في فترة أعياد الميلاد ورأس السنة.
وفي العام 2019 أصبح كورال أرجوان عضواً رسمياً في الاتحاد العالمي للموسيقا الكورالية، وفي الجمعية الأوروبية للكورال، وفي شبكة الكورالات العربية، وفي العام 2020 تمت إضافته إلى قائمة الكورالات العالمية ChoirPlace في موقعها على الإنترنت.