ماذا حل بمجالس أولياء الأمور في جائحة “كورونا”؟
تهدف مجالس أولياء الأمور إلى تضافر جهود المدرسة مع الآباء والمعلمين في دراسة مشاكل أبنائهم الطلبة ومعالجة العقبات الصحية، خاصة في ظل جائحة كورونا من منطلق إيجاد الحلول التربوية الصحيحة المستمدة من تجارب الأولياء وخبرات المعلمين وثقافتهم.
وهنا يتساءل الأهالي.. ماذا حل بمجالس أولياء الأمور في ظل جائحة كورونا؟ وكيف يتم التواصل؟ وهل هناك آلية للمتابعة غير زيارة المدرسة؟
فمجالس أولياء الأمور بيئة خصبة لإغناء التعليم حسب المعلمة ربى، التي تجد بأنها توفر الفرصة المناسبة للإطلاع والتنسيق بين ما تريد المدرسة، وما تسعى إلى تحقيقه بغرض تحسين المستوى التعليمي وما يستدعي ذلك من مشاركات وتعاون الأهل.
وهنا تؤكد السيدة محاسن بأن اللقاءات بين أولياء الأمور والمعلمين ولو لمرة واحدة في الفصل الدراسي فعالة ومهمة، لأنها تحقق الفرص المناسبة للتداول والمناقشة في الأمور الصحية والتعليمية، أضف إلى ذلك فالمدرسة مع الأسرة تتعاون على تهيئة مناخ نفسي صحي مناسب تتضافر فيه كل الجهود لتصب في مصلحة الجميع.
مدير التوجيه في وزارة التربية المثنى خضور بين أن المدرسة يجب أن تكون على صلة وثيقة بالمجتمع المحلي وأولياء الأمور، ليعملوا معاً على الوصول إلى المدرسة المتكاملة التي تربي عقل الطفل وتغذيه بالمعارف، ويد الطفل عبر تنمية مهاراته، وقلبه حين تنمي لديه منظومة قيمية تحصنه، ومن هذا المنطلق لا بد من علاقة وثيقة بين المدرسة ومجتمعها المحلي.
وميّز خضور بين مجلس الأولياء، وهم مجلس مصغر مؤلف من مجموعة أهالي هم صلة وصل المدرسة بالمجتمع، وعلى تواصل دائم معها، ويشاركون في وضع خطتها والمساعدة على تنفيذها وتقييم مدى تطبيقها، ويجتمع مجلس الأولياء بشكل دوري شهرياً أو كل أسبوعين.
فيما نجد أن المدرسة تدعو جميع أولياء الأمور للاجتماع مرة كل فصل دراسي، وفي نهاية العام بقصد متابعة الأولياء لمستوى أبنائهم، وعرض ما نفذ من خطة المدرسة، والتعرف على الصعوبات والتحديات ورسم التوجهات العامة.
وحقيقة نجد الكثير من الحالات الإيجابية للعلاقة بين المدرسة وأولياء الأمور، سواء من حيث تقديم الدعم المادي والفني للمدرسة، والمساهمة في بعض الأحيان بتوفير الأطر التعليمية، ومساعدتهم سواء من ناحية تأمين المواصلات أو حتى السكن، كما يوجد بعض الحالات التي تم فيها صيانة المدارس بشكل كامل أو جزئي من الأولياء، ويوجد بالمقابل بعض الحالات القليلة التي لا يتم فيها تفعيل العلاقة بين المدرسة وأولياء الأمور، وتقتصر على حضور البعض لاجتماع الأولياء مرة كل فصل دراسي وقد لا يحضرون.
لذلك فإن وزارة التربية تسعى لتعميق الصلة بين المدرسة والمجتمع، وتنظيمها بشكل أكبر وأوسع، عن طريق تفعيل مجلس الأولياء وإعطائه الدور الأكبر في قيادة المدرسة وتطويرها؛ أو عبر إيجاد أشكال متنوعة من العلاقات بين المدرسة والمجتمع، كجمعية أصدقاء المدرسة من خريجي المدرسة الذين يقدمون الدعم المادي والفني للمدرسة للارتقاء بها.
وأخيراً لا بد من تأكيد أن المدرسة ليست مسؤولية وزارة التربية لوحدها بل هي مسؤولية مجتمعية وحكومية، فجميع الوزارات وجميع قطاعات المجتمع مسؤولة مع التربية عن الارتقاء بالعملية التربوية، فتلاميذ المدرسة اليوم هم بناة الوطن في المستقبل.