«روحي وثقافتي وأنا» .. احتفالية بإنجازات المرأة السورية
خلال أكثر من عشر سنوات من الحرب على سورية، تمكنت المرأة من إثبات حضور متميز في جميع الميادين، فهي الأم والعاملة والمعلمة والشهيدة، فلم يصعب عليها اختصاص ولم تتوقف عند حدود، فقد طورت إمكاناتها وعملت في جميع الاختصاصات واخترعت المشاريع الصغيرة كي تعين عائلتها في ظل الحصار الاقتصادي الظالم على سورية، كما تدربت على المهارات ودخلت حيز العمل والإنتاج فكانت المكافحة بجدارة قلَّ نظيرها في العالم.. في هذا الإطار وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة وعيد الأم أقامت وزارة الثقافة وصندوق الأمم المتحدة للسكان أمسية احتفالية بالمرأة السورية تحت عنوان «روحي وثقافتي وأنا» في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق تضمنت معرضاً للصور بالأبيض والأسود، وأمسية موسيقية غنائية لفرقة «التخت الشرقي السوري» قدمت خلالها مقطوعات وأغنيات من التراث الموسيقي.
ضم المعرض صوراً بالأبيض والأسود للمرأة السورية أثناء تأديتها للأعمال المختلفة التي أثبتت قدرتها على التحدي والإبداع في شتى الميادين حتى تلك التي كانت حكراً على الرجال، ومن ضمنها صور للمهن المختلفة والدورات التعليمية والمشاريع وورش العمل التي أبدعت فيها المرأة وتعلمت حرفاً جديدة فكانت فيها مثالاً للتحدي والتغلب على الظروف.
برنامج الحفل الموسيقي تميز بالثراء والغنى، فقد قدمت فرقة التخت الشرقي السوري بقيادة الموسيقية ديمة موازيني مقطوعات ووصلات تراثية من المقامات المختلفة وأغنيات مثل «غنيلي شوي شوي» و«شو بيصعب علي» و«يا بدع الورد» و«يا فجر لما تطل»، وقد تميز الحفل بتفاعل الجمهور ومهارة الفنانين في العزف والغناء وهي صفات اشتهرت بها فرقة التخت الشرقي السوري.
بدأ الحفل بكلمة صندوق الأمم المتحدة للسكان ألقاها الدكتور إياد نصر استعرض خلالها أهمية المرأة في المجتمع ودورها الفعال في التربية وبناء الأجيال كما خصّ المرأة السورية باستعراض ما أنجزته خلال مسيرتها الطويلة خاصة في المراحل الصعبة حيث تعلمت المهارات وكانت منتجة على جميع الصعد.. من جانبها ألقت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح كلمة تناولت فيها واقع المرأة السورية وقدرتها على الصمود في الشدائد وابتكار الحلول الإبداعية وتعلم المهارات وتجسيدها مفهوم العطاء في جميع المجالات التي عملت فيها..
كما أشارت إلى أن المرأة لا يمكن اختصارها بكلمات بسيطة فهي الأرض وهي الحاضنة والمربية للجيل الجديد، حيث تتحمل مسؤوليات جساماً في مسيرتها الطويلة فلا تثنيها الظروف ولا تمنعها العقبات من النجاح دائماً في مهماتها بدءاً من تكوّن الخلية الاجتماعية الأولى مجسدة بالأسرة وصولاً إلى دخول حقول الإنتاج المختلفة في الثقافة والمهن والأعمال المتعددة.
الاحتفاء بالمرأة السورية بعد سنوات طويلة من الحرب على سورية يأخذ أهمية كبرى عبر الإشارة إلى إنجازاتها التي ضاهت جميع نساء العالم، حيث أثبتت أنها المبدعة والقادرة على اكتشاف الحلول وتنمية المهارات في الاقتصاد والتربية والتعليم والفنون والإدارات وغير ذلك من حقول الإنتاج الذي عملت فيها بكل ثقة وتفانٍ وعطاء.
تصوير: صالح علوان