الجهود الروسية والكورونا الاقتصادية ..!
تستمر روسيا بتقديم مبادراتها في معالجة جائحة كورونا أو Covid 19, والتوجه لتخليص العالم من التداعيات السلبية لهذا الوباء التي تقدر بأكثر من 20 تريليون دولار، أي أكثر من الناتج المحلي الأمريكي الإجمالي، وتأثرت به أكثر من 219 دولة ومنطقة في العالم، وقد بينت الإحصاءات العالمية أنّ الدول الخمس الأكثر تضرراً حتى الآن من كورونا وفق مؤشر عدد الإصابات هي حسب التسلسل «أمريكا نحو 30 مليون شخص– الهند نحو 12 مليوناً– البرازيل نحو11.5 مليوناً– بريطانيا نحو 5 ملايين– فرنسا نحو 4 ملايين– إسبانيا وإيطاليا أكثر من 3 ملايين– ألمانيا نحو 3 ملايين- تركيا نحو 3 ملايين ) إلخ، وترافق هذا مع فشل كل اللقاحات التي تقدمت بها الدول الغربية وفي مقدمتها «أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا» وغيرها فأين الإنجاز العلمي لها؟!. بل بدأت هذه الدول تتسابق لسرقة اللقاحات ضد هذا الوباء من المطارات العالمية، فهل يمكن القول إن الانتصار على كورونا أصبح أحد معايير التقدم العلمي بشكل عام والطبي منه بشكل خاص ؟!، وهل ستكون المؤشرات الاقتصادية بعد كورونا ليست كما قبلها؟!، وهل ستسقط دول عن قمة الهرم الاقتصادي العالمي وتتقدم دول أخرى كما توقع الكاتب الجيو- سياسي البريطاني بول كيندي سنة 1987 في كتابه «صعود وسقوط القوى العظمى» الذي ترجم إلى23 لغة ومنها اللغة العربية، وفيه أكد أن المساعي العسكرية والبحرية هي الأكثر تكلفة وإلحاحاً على الدول، وسيرتب على موازنات هذه الدول أعباء تؤدي إلى أفول قوتها، كما عانت الدول الفقيرة من تكاليف وأضرار هذا الوباء من زيادة المديونية والخسائر وتراجع التجارة الخارجية والاستثمار ومعدلات النمو وزيادة مستويات الفقر وزيادة الديون المعدومة والمشكوك في تحصيلها …إلخ، فلجأت إلى طلب المساعدة من الدول الغنية، واستجابت روسيا مباشرة بعكس الدول الغربية التي استخدمت ذلك للابتزاز السياسي والاقتصادي، وخاصة بعد نجاح اللقاح الروسي «سبوتنيك»، وقد طلبت أكثر من 45 دولة مساعدة روسيا في مواجهة هذا الوباء، ولا تزال الدراسات مستمرة، كما أكد رئيس الصندوق السيادي الروسي السيد كيريل ديميترييف بالتوجه لإنتاج لقاح جديد هو «سبوتنيك V » وحرف «V» تمثل أول حرف من كلمة «لقاح في عدة لغات أجنبية»، وهذا أثار غضب الدول الغربية وبتحريض أمريكي واضح على التشكيك بالدواء الروسي، ولاسيما بعد أن ركزت روسيا على تعميم كيفية وآلية مواجهة هذا الوباء ووضعت ذلك في سلم الأولويات، وقد أكدت الأبحاث العلمية على أن لقاح ” Sputnik V” الروسي فعال بنسبة 91.6% ضد فيروس كورونا المصحوب بأعراض مرضية، و100% فعال ضد الأمراض الشديدة والمتوسطة، بالمقارنة مع المنتج الغربي، وقد تم تمويل إنتاج اللقاح من قبل صندوق الاستثمار المباشر الروسي «RDIF»، المسؤول أيضاً عن بيعه عالمياً، وقد تمت الموافقة على استيراد هذا اللقاح من قبل عدد من الدول ومنها (بيلاروسيا وصربيا والأرجنتين وبوليفيا والجزائر وفنزويلا وباراغواي وتركمانستان والمجر والإمارات العربية المتحدة وإيران وغينيا وتونس وأرمينيا …الخ )، تم حتى الآن إعطاء لقاح سبوتنيك “”Sputnik V لأكثر من 2 مليون شخص في العالم ، وأثبت اللقاح جدارته مقارنة مع اللقاحات الغربية، فهل تتوجه الدول الغربية لتكثيف جهودها مع الدول الشرقية للوصول إلى نتائج إيجابية في مواجهة هذا الفيروس وغيره ووضع حد لظهور موجات جديدة من تداعياته أم إن العالم بعد كورونا ليس كما قبله؟!.