شطارة أم جرأة ..؟!

لا أدري من أين يأتي التجار والمستوردون والسماسرة بكل هذه الجرأة والقوة، يتجرؤون على القانون بطريقة تدفعك إلى الغثيان، كأنهم وُلدوا من رحمه! يبطشون بكل أنواع المواد والسلع الاستهلاكية وغير الاستهلاكية .. لا توجد سلعة أو مادة إلا وسيطروا عليها و«أودعوها» في مستودعاتهم، وانقضّوا على المستهلكين في «عقر طعامهم» ونزلوا بهم وعليهم كالقضاء والقدر.
في الحليب يبتزون المربين والمستهلكين, يشترون الكيلو بـ700 ليرة، ويبيعونه بـ1400 ليرة بعد خلطه بالماء طبعاً!
ليست «شطارة» أن تخفي الزيت والرز والسكر لتعيد طرحه بأضعاف السعر، كما أنها ليست «شطارة» ألا تمتثل للعقوبات، وللكلمة الحسنة أيضاً، وبين هذه وتلك مسافات من الثقة التي قدمتها الحكومة لكم وأنتم!
لا يخلو يوم من تسطير مئات الضبوط العدلية والغرامات والإغلاقات والختم بالشمع الأحمر على امتداد ساحة الوطن، ولا يرتدعون.
هذه القوة التي يلاقون بها دوريات حماية المستهلك تؤكد أنهم غير آبهين بالدوريات ولا بالقانون الذي أتوا لتطبيقه!
ضبط مستودعات كبيرة تحتوي على مواد فاسدة أو منتهية الصلاحية يومياً خاصة في ريف دمشق، وكل تلك المخالفات ليست ناتجة عن فقر أو عوز وجوع، بل عن جشع كبير ومحاولات الارتزاق حتى على صحة المستهلكين، ليست المرة الأولى التي يكتب فيها عن جشع التجار وتنمرهم على المستهلكين والقانون ولن تكون الأخيرة، لأنهم يعملون على مبدأ «التجارة شطارة» حتى بالمواد الفاسدة !

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار