قد تكون ظروف الحرب الإرهابية ، التي فرضت على الشعب السوري خلال السنوات العشر الأخيرة هي الأقسى ولاسيما أن أعداءنا قد استخدموا شتى أسلحة القتل والتدمير مع أقذر وسائل إعلام صبت الزيت على النار .
لقد توقعت مراكز البحوث الأمريكية والغربية أن «تسقط» الدولة السورية خلال ثلاثة أشهر، ليس بسبب ضعف الدولة وإنما من خلال ضخامة قوى الشر الهائلة التي تم زجها في الحرب و«تحالف» الدول الذي قارب المئة مع مجموعات كبيرة من التنظيمات الإرهابية التي اكتسبت خبرات كبيرة في تدمير الدول (أفغانستان ، العراق ، ليبيا الخ ) وتم تزويدها بالمال والسلاح والمواد الكيميائية وفي تزوير وفبركة الأفلام والتقارير.
رهانات أطراف الحرب على سورية، فشلت واستطاع الشعب السوري وجيشه وقيادته وبمساندة الحلفاء والأصدقاء أن يقوض مخططات هذه الأطراف ، ويسجل الانتصارات المتتالية في جميع مواقع الاشتباك التي وصلت إلى أكثر من خمسمئة نقطة اشتباك ويستعيد مئات البلدات والقرى وعشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة في البادية التي حوّلها الإرهابيون إلى حصون تحميها القوات الأمريكية المتواجدة بشكل غير شرعي في التنف وشرق الفرات وتمدهم بكل أنواع السلاح والمعلومات الاستخبارية لشن اعتداءاتهم الارهابية ضد السوريين المدنيين والعسكريين أضف إلى اشتراك كيان الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر في هذه الحرب القذرة.
لقد يئس المخططون والمنفذون لهذه الحرب الإرهابية الظالمة من تحقيق أوهامهم ، وهم الآن يعمدون إلى سياسة حصار وتجويع الشعب السوري من خلال العقوبات والإجراءات القسرية الأحادية الجانب، أو بتعبير أدق من خلال الإرهاب الاقتصادي الذي لا يختلف كثيراً عن إرهاب السيارات المفخخة وقطع الرؤوس بالسواطير.
إن ما عاناه الشعب السوري ولايزال عبر السنوات العشر الماضية تتحمل نتيجته دول العدوان، من جراء ما ارتكبته من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفي مقدمة تلك الدول الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والنظام التركي والممالك والمشيخات التي شاركت بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه الحرب الظالمة .
الشعب السوري قدم الكثير الكثير، لمواجهة الحرب الإرهابية، ولن يبخل في تقديم المزيد، لتطهير كامل الأراضي السورية من الإرهاب، ويعيد بناء ما دمره الإرهاب ويحافظ على وحدة وسيادة سورية.