نساء “داعش” مجدداً.. تضليل بلبوس إنساني
فجأة تحولت مسألة النساء الفرنسيات المحتجزات لدى ميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأميركي إلى قضية رأي متفاعلة، يحاول الإعلام الفرنسي إثارة المزيد من الضجة والتعاطف حولها بممارسة المزيد من التضليل بدءاً من عنوان المسألة الذي تحدث عن بدء نساء فرنسيات محتجزات في سورية إضراباً عن الطعام وفقاً لتقرير صحيفة (لوموند) الفرنسية.
العنوان العريض للأزمة الناشئة إن صح التعبير مضلل، حيث لم يذكر أن النسوة نفسهن يرفعن لواء الإرهاب وتجندن لسنوات تحت مظلة “داعش” الإرهابي وكن من الأدوات التي تمارس القتل والإرهاب ضد الشعب السوري، هذا من جهة, ومن جهة ثانية لم تذكر أن من يحتجزهن جماعات من نفس الصنف الإرهابي، لكن بشكل مختلف، والجميع يعلم أن “قسد” تتحرك وفقاً لأوامر واشنطن وهم ذراعها للتنكيل بالشعب السوري وسرقة ثرواته.
الأزمة المثارة حالياً ورفع شعارات من قبيل “حماية المرأة وحقوق الطفل المهدورة” في مخيمات الاحتجاز ما هي إلا إثبات جديد على مدى الازدواجية والاستمرار بممارسة الأكاذيب حول الحرية ومحاربة الإرهاب حيث لم يذكر تقرير (لوموند) أو غيرها كيف انتشر الإرهاب في منطقتنا بدعم وتسهيل من بعض الدول الغربية وفرنسا في مقدمتها, والسؤال كيف جاءت تلك النسوة مع غيرهم من الفرنسيين والجنسيات الأخرى للقتال ضد السوريين وتغلغلهم في ميدان الإرهاب.
إثارة هذه المسألة تحمل مؤشرات أساسية أولها عودة رسائل دعم الإرهاب بشكل جديد عبر دعم تلك النساء الإرهابيات من باب الطفولة وحماية المرأة وضرورة احتضانهن من جديد وإعادتهن إلى وطنهن الأم، حيث تواصل فرنسا رفض تلك الإعادة, وثانيهما تبرئتهن تماماً من كل جرائم الإرهاب المتورطات بها، حيث لم يُذكر إمكانية محاكمتهن لانخراطهن بالإرهاب واختراق حدود دولة لها سيادة والقتال ضد شعبها.
إن سلمنا أنها أزمة تخص أمهات وأطفال فمن يتحمل مسؤولية ما آلت إليه أزمتهن؟ هنا تبدو باريس أولى المتهمين من حيث دعم الإرهاب وتسهيل عبور الإرهابيين لسورية، حيث كانت من ضمن دول كثيرة ساهمت بتشكيل نواة تلك المجموعات الإرهابية بتسمياتها المختلفة وتأمين سبل انتشارها واليوم ترفض إعادة تلك النسوة مع أطفالهن “الدواعش” خوفاً منهم، لعلمها مدى خطورتهم وخطورة الفكر الذي يحملونه.