إنجاز بطعم التحدي
الإعاقة شبح يخيم على النفوس الضعيفة ويسيطر على تصرفاتها ويدفعها إلى اليأس والتردد ويبعدها عن الفعل الإيجابي والمبادرة ويوحي لها بأنها لا تقوى على المواجهة ولا تستطيع التفاعل مع المحيط الذي سينفر منها من دون سبب واضحٍ، ولكن هذه الأفكار ليست صحيحة بالمطلق ولا تعبر عن الواقع المعيشي، فهناك الكثير من الناس ذوي الاحتياجات الخاصة لا يقلون إبداعاً وتميزاً وعطاءً عن الأصحاء وفي المجالات جميعها.
وما منتخب سورية للرياضات الخاصة لألعاب القوى الذين أحرزوا مؤخراً ثلاث فضيات في بطولة فزاع الدولية المرحلة التأهيلية الأخيرة لبارالمبيك طوكيو إضافة إلى تحطيم أرقام سورية سابقة و تحقيق أرقام سورية جديدة إلا مثال واضح على أن الإرادة و التصميم يشكلان الدافع القوي لذوي الاحتياجات بأن يتحرروا من أوهام العجز والضعف و ينطلقوا و يطلقوا طاقاتهم فهؤلاء الأبطال الذين أثبتوا أنهم شريحة من هذا المجتمع لها آمالها وأحلامها وطموحاتها ، فمنصات التتويج أصبحت مألوفة لهم وجزءاً من قواميسهم حيث حققوا في افتتاح هذه البطولة أيضاً ميداليتين فضيتين وبرونزية وحيدة نتيجة التزامهم الصادق تجاه الوطن وتتويجاً لمرحلة طويلة من التدريب والإعداد لخوض المباريات المحلية والإقليمية والدولية ، وكانوا السفراء الأمينين للوطن الذي أهلهم وهيئهم ليمثلوا وليرفعوا علمه ونشيده عالياً في سماءات المجد والبطولة, ومنتخبنا للرياضات الخاصة استحق هذه النتائج المشرفة بكل جدارة واقتدار ما زاد من رصيده الرياضي تألقاً وفي شعبيته جمهوراً ، وهذا ما يجعلنا نفخر ونعتز بهؤلاء الأبطال الذين عكسوا الصورة النقية لشباب الوطن الرياضي رغم خصوصية عطائها وتحدياتها فمرحى لهم وهنيئاً, ونتمنى أن يكون فوزهم دافعاً إضافياً لقيادتنا الرياضية على زيادة دعم هذا المنتخب وزيادة الاهتمام به مستقبلاً لتطويره وجعله محط أنظار ونقطة استقطاب للكثير من الفعاليات الاقتصادية ما يوسع من دائرته الإعلامية التي تصب في المحصلة بالانتشار الجماهيري لأبطال الرياضات الخاصة .