خبراء غش “الكباب”..!
تثير شهية المارة تلك الروائح المنبعثة من المطاعم التي تقدم لحوم الديك الرومي أو الدجاج كوجبات جاهزة .. لكن هل تتطابق المواصفات مع تلك النكهات الجذابة أم إن هناك شيئاً ما تخفيه الإضافات من بهارات وملونات وغيرها ..؟
ما يعزز الشكوك بمخالفة المكونات هو التسعيرة المنخفضة المعلنة على الواجهات لوجبات “الكباب” من تلك اللحوم .. حيث لا تتجاوز للكيلو الواحد السفري منها مع متمماتها الستة آلاف ليرة وهي بذلك أقل من سعر كيلو شرحات الفروج النيئ .. فما هي إذاً مكونات مثل هذه الوجبة الجاهزة حتى تباع بهذا السعر البخس جداً..؟
في محاولة للاستدلال على ما يحدث دخلنا أحد مطاعم مدينة درعا الشعبية التي تقدم مثل هذه الوجبات تحت غطاء الاستفسار حول كيفية تلبية الطلبات عبر الجوال.. وبينما كنا نجول بالنظر في الفناء بانت في الزاوية عجّانة أشبه بالموجودة في أفران الخبز لكنها أصغر قليلاً وهي مليئة بخليط مطحون يشبه اللحوم ويشوبه البياض بشكل يثير الاشمئزاز فيما “خبير الكباب” صاحب المطعم يهمّ بوضع البهارات عليها (دلقاً) بلا أي كيل، من أكياس نايلون شفافة كبيرة.
لدى الاستيضاح من بعض المعارف الذين يعملون في محال بيع الفروج الحي عن مكونات تلك الوجبات الرخيصة التي يلجأ إليها بعض الفقراء لإخماد شهية أطفالهم لـ(المشاوي) تبين أن معظمها يتكون من دهون و(جلاميط) لحم العجل أو الخروف مع نتر الدجاج وزوائده المطحونة.. والتي لا يقتصر استخدامها على وجبة الكباب بل تستخدم أحياناً كحشوة لتحضير المعجنات (الصفيحة).
وبشكل عام فإن مخالفات اللحوم لا تنحصر بالمطاعم فعند القصابين العديد منها.. حيث تتواجد لحوم بلا أختام, ما يشكك بجودتها ومصدرها وخاصةً أن الذبائح لا تدخل المسالخ أصلاً.. يضاف لذلك أن اللحوم كثيراً ما تكون مفرومة وموضبة مسبقاً ولا يدرك الزبون مكوناتها ومدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
ما سبق حول اللحوم يساق على الغش في الكثير من المواد الغذائية الأخرى في ظل الفلتان المطلق للأسواق .. حيث لم يعد تلاعب بعض تجار الجملة والمفرق يقتصر على الأسعار ونهب جيوب الفقراء, بل تعداه لدرجة عدم الاكتراث بصحتهم من خلال التجرؤ على التلاعب بمواصفات غذائهم وتاريخ صلاحيته.. والمستغرب أن كل هذا يحدث فيما عين الرقيب غالباً ما تكون مغمضة إما لترهلها أو لمآرب أخرى..!