توازن مابين العقل والبدن
الإعداد النفسي و التأهيل المعنوي للرياضي الذي يعتمد على المنهجية العلمية كمبدأ عمل له دور كبير في ثبات الشخصية الرياضية و تطورها و جاهزيتها و هو لا يقل أهمية و إبداعاً عن أساليب التدريب و طرق الاستعداد البدني الأخرى التي تنفذ لزيادة خبرته و صقل موهبته، و عملية الإعداد هذه تساعد في الحصول على أعلى مستوى من الطاقة الإيجابية المسيطر عليها من قبل الرياضيين أثناء المباريات و اللقاءات الرياضية وصولاً إلى الكمال في العطاء و تقديم أنموذج للرياضي المثالي المتوازن جسدياً و فكرياً و معنوياً، و لأن توازن الشخصية الرياضية و استقرارها النفسي يزيدان قدرتها على المحاكاة المنطقية و تحليل الأمور و اتخاذ القرارات المصيرية و الجريئة في الظروف التي لا تتوافر فيها هوامش كبيرة و مريحة للتفكير و الاختيار، كوجوده أثناء اللعب في الصالات و الملاعب، لذلك من الضروري بل من البدهي لشخصية أي رياضي أن تكون قدراته الفكرية و النفسية جيدة و متعافية من الإحباطات و الطاقات السلبية ما يسهل عملية تدريبه و تأهيله و إيصاله بفترات زمنية قصيرة إلى مستويات فنية رياضية عالية و ما يتبع ذلك من صقل لموهبته و إغناء لتجربته و أيضاً تحصينه من جميع أشكال الضغوط و الظروف القاسية التي ترافق حالات التنافس والتحدي الرياضي.
و السؤال المطروح هنا: هل استطعنا أن نقدم لرياضيينا على مختلف ألعابهم الرياضية الدعم النفسي و الرعاية المعنوية المناسبة لإبقائهم محصنين و ضمن الدائرة الصحية الجيدة و المطلوبة تزامناً مع الاهتمام بتدريبهم و تأهيلهم الرياضي، و هل ثقافتنا الرياضية المتوارثة تتقبل وجود اختصاصيين بالدعم النفسي على مرتبة مشابهة للمدربين و الإداريين في المؤسسات الرياضية و يكون لهم دور مهم في عملية الإعداد و التأهيل الرياضي.
نتمنى أن تتسع مناهجنا و خططنا الرياضية المقبلة لوجود خبراء نفسيين و اختصاصي رعاية و دعم نفسي لما لذلك من أهمية كبيرة في تطور عجلة الرياضة السورية و توازن طرفي المعادلة الرياضية في تحقيق النجاح والفوز بأرضيات بشرية متماسكة نفسياً و جسدياً.