“جلبة” عدم الاتصال
رشا عيسى:
يعيش رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صدمة عدم اتصال الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن به حتى الآن، بينما أجرى الأخير اتصالات مع عدة رؤساء دول في العالم، لكن الكيان الإسرائيلي لم يكن على رأس القائمة، عكس ما هو معمول به في الرئاسات الأميركية السابقة.
يتلهف نتنياهو لهذا الاتصال أكثر من أي شخص في العالم، فهو يبحث عن مكاسب سياسية تنعكس إيجاباً لصالحه في صناديق الاقتراع مع قرب الانتخابات المصيرية التي يخوضها، فهو يحتاج إلى هذه الخدمة الدعائية التي اعتاد على أن يقدمها له سابقاً رؤساء أميركيون سابقون, لذلك فهو لا يتوقف عن إحداث “جلبة” كبيرة حول عدم اتصال بايدن، في إلحاح متواصل منه لإتمام هذا الاتصال قبل البدء بالانتخابات المقررة الشهر المقبل.
صمت بايدن وصفه بعض المتحمسين لـ”إسرائيل” بازدراء كامل، كونه وجد وقتاً لمحادثة آخرين حول العالم بينما لم يضع على جدول أعماله مكالمة لن تكلفه سوى دقائق فقط, وبدأ البعض بالحديث عن فترة فتور مقبلة في العلاقة بين الطرفين فقط لمجرد عدم الاتصال المبكر، ما تطلب من هذا الفريق نبش تاريخ العلاقة بين بايدن ونتنياهو التي تتصف بالتوترات وعدم الارتياح، وتعود لفترة كان فيها بايدن نائباً للرئيس الأسبق باراك أوباما.
رغم عدم الارتياح، كما يشاع بين بايدن ونتنياهو، لا يمكن حصر علاقة الطرفين بمجرد اتصال من عدمه أو مناكفات هنا وهناك وتجارب التاريخ كثيرة حول ذلك.
ولا يبدو أن الازدراء أو الجفاء أو القلاقل هي عنوان العلاقة بينهما، حيث لم يسجل التاريخ انسحاباً أميركياً من الارتباط بكيان العدو منذ نشأته حتى الآن, بل هناك استماتة من البيت الأبيض لإرضاء قادة كيان العدو، كما أن واشنطن لم تتوقف يوماً عن إغداق الهدايا والعطايا لهذا الكيان، والتي بلغت ذروتها خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي قدم له ما لم يقدمه أحد من أسلافه، كما اعترف بالقدس المحتلة “عاصمة” لكيان العدو، وذلك على حساب كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية..