(موضة) تغيير المدربين ..!
تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة سرعة الاستغناء عن المدرب في بعض أنديتنا التي تلعب في الدوري الممتاز لكرة القدم، فلا تكاد تنتهي مرحلة من منافسات دورينا إلا وتتبعها ظاهرة إقالة أو استقالة المدرب, مع العلم أن المدرب هو ركن أساسي من أركان أي لعبة كانت جماعية أو فردية، وهو العقل المدبر وعلى عاتقه يتم اختيار اللاعبين, ومن ثم التوقيع على عقودهم المالية، لذا يجب عليه الاختيار الصحيح لهم, ومن ثم تقع على عاتقه بعدها مسؤولية النتائج إيجابية كانت أو سلبية.
وندرك تماماً أنه في دورينا هناك ستة فرق حافظت على مدربيها حتى اللحظة, وهي الشرطة الذي سيحافظ على مدربه مهما كانت النتائج, والجيش وجبلة والكرامة والوحدة وحطين, وستة مثلها أقالت مدربيها وهي الوثبة والاتحاد والحرية والفتوة والحرجلة وآخرها تشرين.
ظاهرة التغيير أتت نتيجة الاختيار الخاطئ لشخص المدرب منذ البداية، فأغلبية إدارات الأندية تجعل من المدرب شماعة لأخطائها الكثيرة فتقوم بإقالته كي تمتص غضب جماهيرها الذين يشجعونها ويساندونها في الخسارة قبل الفوز، متناسين عدم اختياره الصحيح بداية من دون أي ضوابط أو معايير مع وجود خلل في بعض الإدارات وغياب الرقابة من الجهات المسؤولة عن اللعبة بشكل عام، ونحن كمتابعين وكخبرات للعبة نتفق على أن كثرة التغيير ليست الحل الأمثل والأنجع لعلاج إخفاقات الفريق وخير مثال الفتوة الذي قام بتغيير أربعة مدربين والاتحاد ثلاثة والحرية كذلك, فما هي النتائج؟ مع تأكيدنا أن لمسات كل مدرب لا تظهر مباشرة على الفريق بل تحتاج مدة، وهنا السؤال المطروح لإدارات الأندية: لماذا لا يعطى المدرب فترة ومن ثم تتم محاسبته؟ فهل بمجرد خسارة أو اثنتين يجب التغيير؟.
لتغير إدارات الأندية عقليتها ولتضع الموازيين والمقاييس والأسس السليمة لبناء فرقها بدءاً من اللاعب والمدرب حتى تحصل على النتائج المطلوبة مقرونة بالأداء المميز، فهل ستكون هذه المعادلة موجودة في أندية الأضواء, أم إن ظاهرة التغيير فقط تأتي لأجل الموضة ليس أكثر؟.