مؤتمرات ونتائج

تتكرر مؤتمرات نقابات العمال وفروعها سنوياً , توحدها المطالب والوجع ذاته على اختلاف مسميات النقابات .
مداخلات العمال في تلك المؤتمرات لا تأتي بجديد، فالهم المطروح يتجدد سنوياً، من مطالبات بتثبيت المؤقتين وتوسيع الملاكات العددية وإجراء المسابقات لترميم النقص الحاصل في الكوادر لما له من تأثير سلبي في تقديم الخدمات وضغط على العناصر الموجودة. إلى مطالبات بالتأمين الصحي ورفع قيمة الوجبة الغذائية واللباس العمالي وتأمين آليات نقل للموظفين في بعض النقابات لكون تنقلهم من وإلى أماكن عملهم يستهلك جزءاً ليس بقليل من الراتب – على قلته – وسط ارتفاع أسعار لا يرحم وظروف خانقة لم تستثنِ أحداً من تبعاتها، كما أنهم لا يغفلون في كل مرة عن الحديث عن ضرورة زيادة التعويضات واعتمادات الطبابة وغيرها الكثير من المطالب. والغريب أننا في كل مرة نسمع تأكيدات الجهات المعنية أثناء تلك المؤتمرات بأحقية هذه المطالب وأنه يتم السعي لتحقيقها فهي محط اهتمام ومتابعة وسيجري العمل على تلبية ما أمكن منها، وأن الطبقة العاملة هي عماد الاقتصاد الوطني وجهودها هي الرافع الحقيقي لهذا الاقتصاد وتتم الإشادة بها في الخطابات .
وليس خافياً على أحد الظروف المعيشية التي تعانيها الطبقة العاملة والتي تجبرها على العمل في أجواء صعبة .
وهنا نقول: إن تكرار المشهد سنوياً وبنفس السيناريو يكشف الثغرة الواضحة والهوّة الحاصلة بين التصريحات والوعود وما ينفذ منها على أرض الواقع، بدليل تكرار نفس الطروحات وبحرفيتها ولاسيما ما يتعلق بتثبيت المؤقتين الذين مضى على تعاقدهم سنوات وسنوات و رغم الوعود الكثيرة بأن تثبيتهم أولوية ولكن شيئاً من ذلك لم يحصل!!.
فلماذا يتم إعطاء العمال خلال تلك المؤتمرات جرعات تفاؤل بتحسين أوضاعهم وتحقيق بعض من أحلامهم، لتبقى مواجعهم باقي أيام السنة طي النسيان إلى أن يحين موعد المؤتمر القادم الذي سيكون كالعادة مشابهاً لما سبقه ؟
وإلى متى سيبقى هؤلاء العمال باحثين عن بصيص أمل بفرحة قد تنسيهم بعض تعبهم وتعيد إليهم الأمان والاستقرار الاجتماعي والنفسي و الوظيفي دون تحكم أحد من أرباب العمل بهم أم سيبقى مصيرهم معلقاً يتأرجح مع كل جديد؟ .

عمالنا لا يريدون شعارات وخطابات وتأكيدات بأن المعنيين معهم جنباً إلى جنب ، يحسون بمعاناتهم بقدر ما يبحثون عن دعم و سعي فعلي لتحقيق مطالبهم وتوفير استقرارهم , فالخطابات والأقوال لم تعد تنفع في ظروفنا الراهنة وهي لا تقدم ولا تؤخر إذا لم يقترن القول بالفعل وخاصة بعد أن ضاقت الظروف عليهم إلى حدّ الاختناق … فهل من مجيب ؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار