سيفتقد العالم الرئيس ترامب، ليس لأنه أفضل من الرؤساء الأميركيين الآخرين؛ ولكن لأنه وقح لا يداري ما يفعل؛ يبتز علناً، ويعتدي جهاراً، ويفتخر بجرائمه بينما الرؤساء الآخرون يدارون.
يدارون فظائعهم وراء لافتات حقوق الإنسان والديمقراطية وما شابه من ألحان..
ترامب منذ حملته الانتخابية أعلن صراحة أن “داعش” صناعة أميركية أنجزتها هيلاري كلينتون وأوباما، وظل يكرر تفاصيل اتهامه لهذه الإدارة الأميركية الديمقراطية بالمسؤولية عن خلق الإرهاب “الداعشي” وإدارته ليعمل إرهابه ضد شعوب العالم. ترامب يؤكد من دون مواربة أن الإرهاب التكفيري من صنع أوباما وكلينتون، وطبعاً معهم بايدن، فقد كان ثالث الاثنين في الإدارة الديمقراطية.
بايدن الآن وصف المهاجمين الذين اقتحموا الكونغرس وحطموا نوافذه وعطلوا جلسة المصادقة على فوز الرئيس المنتخب، وصفهم بأنهم “إرهابيون محليون”، وإضافة صفة “محليين” للإرهابيين داخل أميركا هي من قبيل الخبث الإعلامي السياسي، كي يخفف من خطر إرهاب هؤلاء الإرهابيين مكتملي الإرهاب، و الإيحاء أنهم ليسوا مثل الإرهابيين خارج أميركا، إنهم إرهابيون من صنف أميركي “لا يضر ولا يؤذي!” ولا تحاسب الإدارة الأميركية عليه، ومهما “دلّع” ديمقراطيو بايدن الإرهابيين الذين هاجموا الكونغرس فإنهم إرهابيون خطرون مثلهم مثل أي إرهابي يهاجم مؤسسات دولته في أي دولة كانت، و حكمه كحكم الإرهابي الذي هاجم ويهاجم مفاصل البنية التحتية أو قصر العدل أو مقر المحافظات في بلده؛ و”تدليع” الإرهابيين الأميركيين باسم “الإرهابيين المحليين” لا ينجيهم من الإرهاب ولا يبرئ الإدارات الأميركية من تبعاتهم.
وإذا جمعنا ترامب مع بايدن في سياق تاريخي؛ ترامب أوضح أن الإرهاب التكفيري العالمي صناعة أوبامية أميركية، وبايدن وكل الماكينة الإعلامي السياسية الأميركية أكدت أن الإرهاب المتعصب الذي يهدد أميركا الآن هو إرهاب متعصب وعنصري و”يدلعونه” باسم “الإرهاب المحلي”.
طبعاً لا بد أن نذكر أن “القاعدة” وإرهابها كانت صنيعة ريغان الجمهوري؛ وكانت مع “الإخوان المسلمين” (الإرهاب الأم).. وهكذا فإن السياق التاريخي يقول إن الإرهاب, كل الإرهاب التكفيري والمتعصب العنصري, وحتى إرهاب المستبدين ومافيات الحكم في البلدان التابعة, كله إرهاب صناعة أميركية؛ وسياسات العدوان والسيطرة والهيمنة الأميركية هي المسؤولة عنه داخل أميركا أو خارجها.. بالفعل.. وبشر طابخ السم بالتسمم ولو بعد حين!