فضيحة أممية للعقوبات الأميركية!

أثارت “السفارة الأميركية” في سورية الاستغراب لتصديها لموقف الأمم المتحدة ومطالبتها الولايات المتحدة رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، وكان لبيان السفارة تجاه الموقف الذي اتخذته المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتأثير السلبي للتدابير القسرية الانفرادية على حقوق الإنسان ألينا دوهان؛ تأثير الفضيحة؛ الذي يعري وقاحة الإدارة الأمريكية وعدوانها على حياة السوريين.
إن كانت وزارة الخارجية الأميركية قصدت أن يكون بيانها ضد الأمم المتحدة صادراً عن “السفارة الأميركية” في سورية للإيحاء أنه “يأتي كشهادة من الداخل السوري” فإن العالم كله يعرف كما يعرف السوريون, أن هذه “السفارة” مجرد غرفة في مبنى وزارة الخارجية في واشنطن، وتتحرك في ممراتها وفق عدوانية هذه الخارجية تجاه سورية؛ وليس وفق معطيات من الأرض السورية، أي باختصار, البيان الأميركي كاذب، بل مملوء بالأكاذيب.
وإذا كان البيان الأميركي يريد أن يشكك بمحتوى موقف مقررة الأمم المتحدة ألينا دوهان التي أوضحت أن الإجراءات الأميركية تنتهك حقوق الإنسان الأساسية للشعب السوري. ورأت دوهان أن هذه الإجراءات تشكل (معاملة قاسية ولا إنسانية ومهينة) للمدنيين السوريين، و(تحرم الشعب السوري من فرصة إعادة بناء بنيته التحتية الأساسية) كما أنها (تعرض الشعب السوري لخطر أكبر) وخاصة أن انتشار وباء كورونا يهدد الجميع.
ويبدو أن أكثر ما أزعج الإدارة الأميركية أن مقررة الأمم المتحدة انتقدت ونددت “بالعقوبات” التي اتخذتها الخزانة الأميركية تجاه المصرف المركزي السوري لأن هذه “العقوبات” تشكل عقبات وعوائق غير ضرورية بل ضارة في وصول المساعدات الإنسانية وفي إدارتها؛ وفي هذا إجهاض لكل المساعي الإنسانية لمساعدة السوريين المحتاجين لها.
هل تظن الإدارة الأميركية أن الشعب السوري كان ينتظر المقررة الأممية لتفضح العدوان الاقتصادي على حياتهم ؟ إن السوريين يشكرون هذه المقررة الأممية على موقفها في فضح هذه الإجراءات الأحادية القسرية المعتدية، ولكنهم ليسوا بحاجة لمثل هذا الموقف لمعرفة حقيقة هذه الإجراءات الوحشية، حيث إنهم هم من يعانون من فقدان المواد المعيشية الأساسية وغلاء الأسعار الفاحش وفقدانهم الدواء، وعوزهم للمعدات الطبية اللازمة لمواجهة كورونا..
إن الإجراءات الأميركية القسرية أحادية الجانب ما هي إلا حرب تجويع للسوريين ودعم للإرهابيين وإنعاش للفساد والفاسدين.. والهدف “إركاع” سورية والسوريين.. ولكن ما فات الإدارة الأميركية معرفة الفطرة السورية التاريخية الرافضة والقاهرة لكل عدوان مهما كان ومهما تنوعت أشكاله..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار