تبييض وجوه ..!

“في يومٍ واحد دفع لقاء مظاهر البرستيج و”الوجاهة” المستجدة ما يعادل مصروف مئات العائلات التي تضرب أخماسها بأسداسها لتأمين احتياجاتها الأساسية بلا استدانة أو قروض ” .. بينما حال ممن حجز مقعداً له في الغرف التجارية والصناعية بفعل قوة المال دفع أهل الأعمال الوارثين هذه المهنة عن أب وجد أو من امتهنها بعرق الجبين للتساؤل عن مصدر هذه الأموال واكتسابها السريع على نحو يتم “رشرشتها” يمنة ويسرة بينما يضطر صناعيون إلى بيع معاملهم ويجهد مواطنون كثر بشق الأنفس لتأمين قوت العيش.
ظهور عدداً من الأثرياء خلال سنوات الحرب على سورية كان نتيجة تجاوزاتهم وتعدياتهم على الاقتصاد المحلي، ما يتطلب خطة محكمة من مسؤولي الاقتصاد لغربلة الداخلين الجدد إلى قطاع الأعمال بمعونة الصناعيين والتجار الحقيقيين الذين يعرفونهم بالأسماء مع مصدر أموالهم، والعمل معاً لاستثمار ثرواتهم بطريقة تعود بالنفع على اقتصادنا، وتالياً محاولة تحسين أحوال المواطنين المعيشية، وهذا ينطبق على أموال الفاسدين، التي تكفي في حال استردادها لتحصيل زيادة رواتب مجزية من دون حاجة لأي قروض أو شد أحزمة.
لذا يُأمل أن يكون العام المقبل بداية صحيحة لتعويض المواطنين خيراً جزاء صبرهم وقوة تحملهم، فمن حقهم العيش بلا “تعتير” والتنعم بخيرات بلدهم بدل شفطها من قبل تجار الحروب والمهربين، مع إطراب مسامعهم بأخبار محاسبتهم علانية والاستمرار بحملة مكافحة الفساد، إذ إن الوقت قد حان لتطبيق شعار “من أين لك هذا” فعلياً وليس مجرد كلام في الإعلام، وعموماً أسهم التفاؤل ترتفع مع قدوم العام الجديد بتحقيق هذا المطلب الجماعي، فهل ستبيض وجوه المواطنين وتفرج على جيوبهم أم إن مقدرة مال الفاسدين على تبيض صفحاتهم السوداء ستعيدهم إلى دائرة التشاؤم.
rihabalebrahim@yahoo.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار