نسيج مشاكل ..!

“من ورش تحت الدرج أو غرفة ضمن بيوتهم” أصر صناعيو حلب وتحديداً “النسيجيون” على مواصلة الإنتاج بعد تدمير معاملهم خلال سنوات الحرب السوداء، متحدين صعاباً جمّة من دون أن يشفع ذلك لهم في نيل دعم كافٍ أو أقله الخلاص من عقبات يستطيع أصحاب القرار “بجرّة قلم” حلحلتها، لكن للأسف ظل “الطناش” سيد الموقف بلا أي تغير ملموس ينقذ العاصمة الاقتصادية التي تعيش أسوأ حالاتها حالياً.
أزمة الصناعة في حلب وعدم الاستجابة لطلبات صناعييها لم تدفعهم إلى التشاؤم، حيث ظلوا يرفعون الصوت عالياً عَلّ آذان المعنيين تسمع وتوجه البوصلة نحو حلّ مشاكلها المتراكمة بدل إيداع المقترحات في الأدراج وتكرار سماعها في كل اجتماع، وهذا يبدو جلياً في ملتقى الصناعات النسيجية الأول، الذي يعدّ خطوة إيجابية لناحية طرح مشاكل هذه الصناعة التخصصية الهامة، خاصة أن 70% منها يتمركز في مدينة حلب وتتموضع جميع حلقات إنتاجها فيها، وهذا يعطي مسؤولي حكومتنا أسباباً جوهرية لاتخاذ قرارات جريئة تنصف صناعة النسيج وتعيد إليها ألقها وخاصة أن منتج “صنع في سورية النسيجي” كان ينافس أجود المنتجات الأوروبية بعد تصديرها إلى أسواق عالمية عديدة، أما اليوم فالحال تغيرت وأصبحت البضاعة المهربة تنافسه في عقر داره لتغدو هذه الصناعة الاستراتيجية في وضع لا تحسد عليه وخاصة بعد تطبيق نظام التقنين القاسي على المدن الصناعية، ما تسبب بإيقاف معامل عديدة وعدم ضخ البضاعة إلى السوق الغارق في فوضى الغلاء والتهريب.
اليوم حلب تعيش الذكرى الرابعة لتحريرها من الإرهاب، وهذا يعد نصراً عظيماً يشكل مصدر اعتزاز لسكانها، لكن هذه الفرحة يكدرها واقع اقتصادي ومعيشي قاسٍ لم تشهد له المدينة مثيلاً، ما يستوجب اتخاذ خطوات فورية لإنقاذ الصناعة في حلب بعيداً عن المخاطبات الورقية والاجتماعات المكررة، فأهل حلب ملوا الوعود ذاتها وواقعهم الصعب يتطلب نتائج تثلج صدورهم التي ضاقت برؤية حال مدينتهم المتعبة، وعلى مبدأ “اشتدي أزمة تنفرجي” يأملون أن يكون العام الجديد عام خير ونصر اقتصادي بعد سنوات مريرة من الحرب والحصار ..فلمَ إشاحة نظر اهتمامكم عن هذا الكنز المنقذ لصناعة الشهباء وجيوبنا معاً ؟!
rihabalebrahim@yahoo.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار