الكلمة الجامعة

كانت كلمة السيد الرئيس بشار الأسد قبل أيام والتي استغرقت أكثر من سبعين دقيقة بالغة الدلالة بموضوعها ومضامينها ومعانيها، فكانت بحق كلمة جامعة فكرياً وثقافياً ودينياً ومجتمعياً، وردت على مجمل ما حملته سنوات الحرب العدوانية الإرهابية على سورية من طروحات مزيفة ومضللة وإرهاصات وهزات عميقة استهدفت تمزيق نسيجهم الاجتماعي والنيل من وحدتهم الوطنية والجغرافية وحرفهم عن مبادئهم الثابتة وقيمهم الأخلاقية والاجتماعية والدينية الأصيلة.

فجاءت كلمة الرئيس الأسد في توقيتها المناسب لتصويب المفاهيم المشوهة وتصحيح الأفكار المغلوطة التي عمل الأعداء على  نشرها وترسيخها من خلال مقولات إرهابية مغرقة في التطرف والظلامية العمياء.

وبرزت في كلمة الرئيس الأسد البليغة والشاملة مجموعة من المقاربات والطروحات الفكرية الواضحة في الانتماء والهوية والفكر والدين والأخلاق والمجتمع والحياة وهي معالم طريق للمرحلة القادمة المليئة بالتحديات التي من أهم الأسلحة في مواجهتها تحصين المواطن فكرياً وامتلاكه المناعة ضد الزيف وفقدان الثقة واليقين بالنفس وبقدرة المواطن والوطن على النهوض الوطني من جديد.

وأمام مجموعة الأفكار الغزيرة التي تناولها السيد الرئيس في كلمته يلفتك قول سيادته “إن العلمانية ليست حكراً لأحد وليست معياراً يقسم المجتمعات إلى شطرين، بل هي حالة تجمع الكل بمرونتها وباستنادها لمبدأ الاحترام والقبول المتبادَل بين البشر وثقافاتهم ومعتقداتهم.. العلمانية ليست تياراً ولا حزباً وليست ملكاً لجماعة من دون أخرى، بل يجب أن تسري كمبدأ للعيش والحياة”.

كما يلفتك أيضاً إضاءة الرئيس الأسد على مفهوم “الليبرالية الجديدة”  التي يريد اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تعميمها على الشعوب والمجتمعات، وحديثه عن الجانب المُستَحدَث والملغوم منها، والذي يتعلق بالمفاهيم والقيم غير السويّة والمنحرفة، فيتحدث عن “الليبرالية الجديدة” التي تسوق الانحلال الأخلاقي والمثلية وفرديّة الإنسان وانفصاله عن أسرته ومجتمعه.. وهذا بعيد عن أخلاق شعبنا وثقافته العريقة.

tu.saqr@gmail.com

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار