الثقافة ليست «أكلة بائتة»!
يفترض أن نلمس في القريب العاجل أثر اللجنة الاستشارية التي شكلتها السيدة وزيرة الثقافة- د. لبانة مشوح، والتي من المفترض ستساعدها في وضع خطط ثقافية أو توجيهات نحو تنفيذ أنشطة ثقافية أكثر فاعلية وأكثر أثراً في المتلقين، على الأقل، نشهد ما يحقق أو يجسّد شعار الوزارة: «ثقافتي هويتي» على نحوٍ أكثر فاعلية، وأن يتم التصريح بما أقرته أو اقترحته هذه اللجنة الاستشارية، حتى نتأكد من فاعليتها وأنها تستحق ما سيصرف لها من مكافآت مقابل جهدها, لا أن تظل اقتراحاتها طي الكتمان والأدراج.
ولعلّ هذه اللجنة تتابع ما يكتب عن أنشطة الوزارة في الصحف والمواقع الإلكترونية، بخاصة حول ما تنتجه مديرياتها في ميداني المسرح والسينما، وهل إنتاجهما يحقق مقومات إبداعية جيدة بما يضمن مردوداً معنوياً، بمعنى؛ هل منتجات مديرية المسارح و الموسيقا والمؤسسة العامة للسينما السورية ذات موقف أدبي إنساني، أم إنها تسوّق مضمونها على محمول إيديولوجي يتنافى مع الفن، وبالتالي تستحق كل ما يخصص لها من ميزانية؟
وهل المديريات الثقافية في المحافظات تقوم بما يجب، وما أبرز الأنشطة فيها وما فاعليتها وهل يتوزع نشاطها على أطراف كل محافظة أم تتركز على المدينة فقط، وما المعوقات التي تعترضها؟. ولماذا يغيب أو تغيب المحاضرات التي تنوّر الناس كأن يتم تكليف أشخاص قادرين على تحليل النصوص الأدبية والفنون السمعية والبصرية بأشكالها وتنوعها، لتقديم جرعات تساعد الناس على امتلاك وعي جمالي والارتقاء بأذواقها, ولعل اللجنة تسعى إلى تفعيل المحاضرات الفكرية التي تذيب تكلّس وعي معظم الناس المتشكل من ردهات الماضي وظلامه.
والأهم من كل ذلك لعل اللجنة تقترح رفع قيمة البدل المادي لأيّ أمسية أو محاضرة فلا يمكن لأي مشارك في أي أمسية أو محاضرة أن يقدم مساهمته وجهده مقابل أقل من 10 آلاف ليرة، تحت وطأة الواقع المعيشي، حتى يتحفز الجميع لتقديم أبهى ما لديهم لنرتقي بما يقدمون، وبالتالي حتماً سينعكس ذلك أثراً طيباً في المتلقين, فهل نشهد ما يؤكد أن الثقافة ليست «أكلة بائتة» وتقدّم كيفما اتفق!