تمجيد الرماد

ثمة علاقة مدهشة، وهي أيضاً ملتبسة؛ تلك العلاقة التي تحكم بين القصيدة والمتلقي، إذ تفرض العلاقة «الصّحية» بين هذين الطرفين، أن يتطورا معاً، غير أنّ المدهش بينهما؛ أنه كلما تراجع جمهور القصيدة واندثر واندحر، كلما تطورت القصيدة، وزادت الأماسي والمجموعات والمهرجانات الشعرية وتكاثرت، ومن هنا يبدو الالتباس. ذلك أن كل هذا «الحراك الشعري» الذي غالباً ما يتم الاستزادة في تبهيره، كأن يُرافق الأمسية الشعرية الموسيقا والمسرح وحتى الفنون التشكيلية عسى يتم بذلك «القبض» على متلقٍ ما، غير أن كل ذلك الإبهار والتبهير، لم يُحدث لدى المتلقي سوى جلبة عابرة، بل إن الكثيرين شبهوا هذه الأماسي الشعرية بمجالس عزاءٍ شعري.‏
ليس معنى ما تقدم، أن فنون الإبداع الأخرى هي بحالة تصالحٍ مع هذا المتلقي التائه في دروب آخرها درب القراءة، وإنما نذكر الشعر، لأنه الإبداع الوحيد ربما يُمكن للعرب أن يكونوا قد أنجزوا من خلاله ما يُعتدُّ به أكثر من أي إبداعٍ آخر، وإن كان للسوريين، أي للشعوب القديمة في بلاد الفينيقيين والعراق أن أبدعوا إلى جانب الشعر فنوناً أخرى كالنحت وغيره من فنون، فإن العرب بشكلٍ عام كان ميدانهم الإبداعي ولايزال إلى اليوم؛ هو القصيدة، ولا يغرنك الحديث المتخم بالنشوة عن «ازدهار الرواية».‏
مع ذلك، ورغم كل هذه القدامة الشعرية، وعمق القصيدة في الذهنية العربية، فقد بقيت الملتقيات التي تُقام لأجلها مصابة بالانغلاق على فئة معينة، ملتقيات ومهرجانات وأمسيات ، تأتي مُباغتة كما الفصول، تعد بالكثير، لكنها غالباً ما تبخس حتى الخيبة، مهرجانات تُعقب بانطفاء سريع للوهج الذي يتجلى خُلبياً، ولم يبق غير تمجيد الرماد.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
السفير علي أحمد: «لجنة التحقيق المعنية بسورية» منفصلة عن الواقع.. ومزاعم الحرص على حقوق الإنسان لا يمكن أن تتسق مع استمرار الاستغلال الفاضح لقضايا نبيلة لتهديد مصائر شعوب بأكملها قانون إعلام جديد يلبي طموحات الإعلاميين في سورية... وزير الإعلام يعلن من اللاذقية أفقاً رحباً للشراكات البناءة السفير آلا: تعزيز الدعم الدولي لبرامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سورية لتأمين عودة النازحين الخامنئي يدعو إلى المشاركة الواسعة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية الصين تجدد مطالبة الولايات المتحدة بوقف نهب موارد سورية وإنهاء وجودها العسكري فيها «ناتو» والعناوين المستترة في قمته المقبلة.. ظل ترامب يُخيم.. غزة ولبنان يتقدمان.. وأوكرانيا حاضر غائب الصحة العالمية: تأثير سلبي يشمل فرص التعليم والعمل..العزلة الاجتماعية تزيد خطر الوفاة 32% "التجارة الداخلية" تشكّل  لجنة لإعادة دراسة تكاليف المواد والسلع الأساسية على أرض الواقع مجموعة سفن حربية روسية تصل إلى سواحل فنزويلا في مهمة سلام بايدن يواجه شكوكاً متزايدة من الديمقراطيين.. 25 عضواً يستعدون لمطالبته بالتنحي