العولمة
ظاهرها إيجابي يهدف إلى تمازج ثقافات الشعوب والتعرف على عاداتها وتقاليدها وباطنها سلبي … يسعى إلى تذويب المحلي بالعالمي وطمس هوية الشعوب وتقاليدها وعاداتها وضياع شعوبها وانصهارها في بوتقة العالمية ونظام القطب الواحد وتعويم الوجبات الجاهزة والأفكار الليبرالية التي تنشر القيم المنافية للأخلاق وتحلل المساكنة وزواج المثليين والتي تتنافى مع قيمنا والتعاليم الدينية والشرائع السماوية كافة التي نزلت لتعزز الأخلاق والقيم السامية ومن هنا كان الهجوم من قِبل قادة الغرب و المجتمعات الغربية على الإسلام وكيل الاتهامات للدين الحنيف ووصمه بالإرهاب … لكن الملاحظ و الذي يتبادر للأذهان هو أن بعض من يدّعون أنهم يمثلون المجتمع المدني لدى مجتمعاتنا ينقادون وراء تعاليم الليبرالية الجديدة ويتبنون تعاليمها وقيمها اللاأخلاقية باسم الحريات المدنية .. يحللون الحرام ويحرمون الحلال.. وبما يتعارض مع قيمنا الأخلاقية وديننا الحنيف الذي جاء ليكرس ويعزز القيم الاجتماعية والأخلاقية، وباسم الحريات المدنية ينشرون سفاهات الغرب باسم التطور .. وبالمقابل نجد المجتمعات الغربية تتمسك بعقائدها وتتعصب لقيمها .. بينما نحن على العكس تماماً فالمطلوب منك أن تنسلخ عن قيمك ومجتمعك ودينك ..
الحداثة والتطور ومواكبة المتغيرات العالمية العلمية ضرورة تحتمها حركة وتطور المجتمعات والحضارات ولكن ذلك التطور إذا لم تواكبه الأخلاق والتربية السليمة المستندة إلى الفهم الصحيح والتمسك بالقيم الدينية الحضارية ليس بتطور .. فالليبرالية الجديدة هي وجه آخر من وجوه العولمة ووسيلة من وسائل تكريس القطب الأوحد وبما يسهل قيادة الشعوب بعد سلخها عن جلدها وقيمها عبر تدجينها بسّمها الزعاف .. من هنا كانت أهمية تعزيز اللغة وتمكينها لأهميتها
خاصة أن القرآن الكريم نزل باللغة العربية والتمسك بالتعاليم الاسلامية السمحة التي تدعو للمحبة والتآخي واحترام الآخر بعيداً عن التعصب ونبذ العنف والحفاظ على العادات والتقاليد العربية الأصيلة وتعزيز دور الثقافة ونشرها لمواجهة الأفكار الظلامية والهجينة الدخيلة على بيوتنا ومجتمعاتنا تحت مسميات ( عولمة .. وليبرالية ) وتوحيد العالم تحت لون واحد وهو ما يتعارض مع تجانس مجتمعاتنا وفسيفسائها الجميل الذي يشكل لوحة التآخي والتعاضد، هذا الاختلاف الذي عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى: ( وجَعَلناكُم شُعوباً وقَبائلَ لتَعارفُوا إنَّ اكرَمَكم عندَ الله أتقاكُم) …واحترام الدين الحنيف للشعوب ، حين قال الرسول الكريم :” لافَضلَ لعربيٍّ عَلى أعجَمِيّ إلا بالتقوى “..