إذا لم تنجح الزراعة هذا العام فكلنا خاسرون.. جملة أطلقها وزير الزراعة مؤخراً للوهلة الأولى تنبئ أن ماجاء به يبشر بالأمل, وأن تأتي متاخراً خير من أن لاتأتي أبداً، لكن على اعتبار أن الزراعة هي الرافعة للاقتصاد الوطني, فهذا أمر يضع الكثير من إشارات الاستفهام, ويؤكد أن هناك خللاً في بعض البرامج , ولو كانت هذه البرامج ناجعة لساهمت في حل المشكلة الاقتصادية، وبدأ الاقتصاد في التعافي وتحقيق نمو إيجابي، ولكن الواقع يؤكد أن معظم البرامج التي تم تبنيها غير مجدية ، لكن دعونا نضع حسن النية في أن هناك تغييراً قادماً ، ونعمل على ماهو معترف عليه بأن الزراعة تخلق الثروة ، وخاصة أن العالم كله يتوجه اليوم الى الزراعة لأن غلاء الأسعار نبه العالم لأهميتها, فأين نحن مقارنة باهتمامات الدول تجاه اقتصاد بلادهم ومصالح شعبهم …؟
مانريد قوله: إنه لا يمكن لأي زراعة في العالم أن تتطور من دون شبكات مياه للري ومن دون كهرباء مؤمنة بأسعار مقبولة. لذلك علينا البدء فوراً بإجراء إصلاحات شاملة ودعم القطاعات المنتجة من زراعة وصناعة، والأهم إعادة تأهيل المشاريع الإنتاجية القائمة وإجراء إصلاحات شاملة لها من أجل إدخالها دائرة الإنتاج، والاهتمام بالصناعة وتشجيع الصناعات التحويلية وخاصة في القطاع الزراعي والحيواني لأن استثمارها يحقق عوائد كبيرة للدولة ويدفع الاقتصاد السوري نحو التعافي، خاصة أن عوامل النجاح متوفرة, وأن باستغلال الموارد المتاحة يمكن أن نكتفي ذاتياً من الغذاء.
وعلى المقلب الآخر لابد من أن تكون هناك إرادة قوية لمحاربة الفساد بإجراءات صارمة، وإذا نجحت الجهات الوصائية في كل هذه الأمور سيشهد الاقتصاد نمواً مطرداً خلال سنوات قليلة لأن الاستثمار الناجح هو الذي ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي.
باعتقادي إنه على الجهات الوصائية أن تعيد النظر في هيكلية موازنتها وتعززها باتجاه الزراعة، لأن الإنفاق على الزراعة هو إنفاق في مستقبل الاقتصاد الوطني.
hanaghanem@hotmail.com