اجتمع أهالي حي الحمصي بجرمانا في دخلة “الأصدقاء” الشهيرة بزفتها الناعم وطريقها الواسع ومبانيها المنظمة وخدماتها التي )تشهّي( العين، وقرروا في ليلة ظلماء يسود فيها العتم وتدلهمّ السماء، أن يشتروا “فازات” من القطاع الخاص، باعتبار أن القطاع العام المسؤول عن الكهرباء، )سينقعهم( إلى ما شاء الله حتى يحل مشكلة الكهرباء و”الكنطكي” واحتراق الأشرطة ووصول الطاقة إلى منزل “إي” ومنزل “لاء”.. وكان القرار المبين أن يشتروا )فازات( على حسابهم الخاص كي تحل مكان )الفازات( العامة التي كبرت في السن وشاخت ولم يحيلوها إلى التقاعد، ولم يبادر أحد إلى تبديلها كي تبقى نعمة “أديسون” واصلة إلى كل بيت ودكّان بشكل عادل لأن الناس سواسية كأسنان المشط مثلما هو معروف..
ولمن لا يعرف “الفازات” أو “البواط”، فهي تلك القطع البيضاء التي تركب في العلب أمام أبواب البنايات، ويصل سعرها إلى “هديك الحسبة”، فكان الحمل على الجماعة خفيف، حيث تم تجميع المبلغ المطلوب وتركيب )الفازات( الجديدة على وقع )الطبل والزمامير( وحضور جميع أفراد البناية الذين تقبلوا المباركات من الجيران على )فازاتهم( الجديدة التي ستمنحهم الدفء والنور على أكمل وجه.. )يخزي العين(..
أحد الفصحاء قال للمحتفلين: احمدوا ربكم أنكم غير مضطرين لشراء “النِّتر”، لأن “النَّتر” شغال في المنطقة )على قفا مين يشيل(، وأضاف وعلى وجهه أمارات السعادة والرخاء: لقد اشتريتم (الفازات)، وفزتم فعلاً بنعمة النور والكمبيوتر والإنترنت.. فمن لم يكن لديه (فاز)، فازت عليه الدنيا وتركته عرضة “للنتر” و”التنتير” و”التنتيع” حماكم الله من كل ظرف و(تعتير)..!.
ركّب أهالي الحارة (الفازات) في مكانها، ثم رفعوا القواطع على أمل أن تشعّ “النيونات” وتضيء “اللمبات”.. لكن الكهرباء الرئيسة كانت في خبر كان، لأن “الكبين” القريب المسؤول عن التغذية “غطّ على قلبو” وبات على الأهالي أن يشتروا )كبيناً( جديداً.. “قال اشتروا فازات قال”…!.