لمن نشكو؟!

لمن نشكو حالنا وكاد صبرنا أن ينفذ؟ ومستوى المعيشة انخفض والأسعار حلقت والخدمات الحياتية اليومية صارت بمنأى عن المواطن؟ وفي وسط الشوارع ازدحام وانتظار وساعات من الإرهاق وهدر للوقت!!
لم يعد المواطن بحاجة إلى تقديم أدلة وأوراق ثبوتية تثبت أن الفقر والحاجة صارت من أساسيات حياته، ولم يعد أصلاً قادراً على الكلام والاتهام، وكل ما يسمعه ويملكه بضعة وعود يتم تدويرها من يوم إلى يوم ومن مسؤول إلى آخر!
رحلة البحث عن سعر مناسب لا تتوقف، ورحلة المواطن للأسواق مستمرة، لتسجيل حضور بقصد الفرجة فقط، ثم الخروج كما دخل إلى السوق خالي الوفاض!
الرواتب هذه الأيام نشعر بها تخرج لسانها لكل موظف لأن زيارتها قصيرة ومتعبة ولا تستمر لساعات، ومع ذلك نسمع عن اجتماعات طال أمدها، ومنذ سنوات وحتى اليوم عنوانها العريض تحسين المستوى المعيشي للناس والسيطرة على الأسواق وحماية المستهلك من غول الأسعار وجشع التجار، وفي كل مرة ومع كل اجتماع تصيب أسواقنا (لوثة) جنون الأسعار لتجتاح احتياجات الناس كما البركان فتقضي على ما تبقى في جيوبهم ومن مدخراتهم!
اجتماعات تحت عناوين براقة تنتهي كما بدأت، بعيداً عن أي بوادر حلول تلوح بالأفق! فما زلنا أيضاً نسمع عن تحسين الرواتب والأجور ولكن مع وقف التنفيذ وبحكم الأحلام المؤجلة! أما معيشة الناس فتتراجع كل يوم وكل لحظة وتلك هي الحقيقة الوحيدة، فهل تكفي الاجتماعات والأمنيات بتحسين وضع الفقراء؟ وهل يكفي الكلام وعدم الاعتراف بالواقع لتأمين مستلزمات واحتياجات غابت عن يوميات الناس؟ وماذا يفعل كل مواطن مع شتاء لا يرحم وغياب للمازوت والغاز وحتى المال الذين لا يجدون له سبيلا؟!
حتى الآن ليس هناك خطط واستراتيجيات واضحة، وحتى الآن يواجه المواطن حياته ومصيره وحيداً! يبحث عن حلول ليست في يده، ويبحث عن كلمات وتصريحات تساندها أفعال ولكن هيهات!! فما يطلبه المواطن ليس بكثير، وما يريده المصارحة والمكاشفة وليس اللعب على وتر الكلام والزمن!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار