مطالبات تركية بالعودة للنظام البرلماني
بينما يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا خلال القمة الأوروبية المرتقبة الشهر الحالي, بسبب استمرار رجب أردوغان باستفزازاته العدائية خاصة فيما يتعلق بالتصعيد إزاء اليونان، جددت الأحزاب السياسية التركية مطالباتها بالعودة إلى النظام البرلماني لعله ينتشل تركيا من مستنقع الأزمات الذي تورطت فيه بفعل سياسات أردوغان وأطماعه.
تجدد الحراك السياسي جاء على لسان زعيمة حزب “الصالح” المعارض ميرال أكشينار التي انتقدت سياسات أردوغان التي قادت تركيا إلى الانهيار الاقتصادي, ودعت إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة, انطلاقاً من أن دورة الاقتصاد السلبية باتت تنعكس على حياة الأتراك, وأن تركيا لن تستطيع الاستمرار حتى عام 2023, موعد الانتخابات الرئاسية, في ظل سوء الإدارة والانتقال من أزمة لأخرى, خاصة بعد أن ثبت للجميع أن أردوغان عاجز عن انتشال تركيا من الأزمات التي ورّطها بها داخلياً وخارجياً, والعدول, بسبب عنجهيته وعدائيته, عن أخطائه السياسية التي سرّعت وتيرة الانهيار الاقتصادي وقفزت بالتضخم لمستويات عالية.
من حيث يعلم أردوغان أو لا يريد أن يعلم, لم تعد كل وعوده وشعاراته الرنانة تقنع أحداً من الأتراك, حتى الذين كانوا بالأمس من أنصاره قبل أن ينفضوا من حوله بعد أن اكتشفوا زيف وعوده وحقيقة سياساته التي لم تجلب لهم سوى المزيد من الأزمات, وخاصة الأزمة الاقتصادية, فقد بات معلوماً للجميع أن أردوغان وراء الانهيار الاقتصادي بسبب معارضته لقوانين السوق وتكراره الدائم لنظريته التي تزعم بأن أسعار الفائدة المرتفعة تسبب التضخم، وهي وجهة نظر تتعارض مع الأسس الاقتصادية التقليدية.
وفي الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد التركي, ستأتي العقوبات الأوروبية والأمريكية بسبب سياسات أردوغان, لتسرّع من انهيار الاقتصاد الذي يعاني أساساً من هبوط حاد في قيمة الليرة, بالإضافة إلى تداعيات تفشي جائحة “كورونا” حيث تحتل تركيا المرتبة الرابعة عالمياً في عدد الإصابات اليومية.
واقع الحال الذي يزيد من حالة الغضب الشعبي والسياسي إزاء أردوغان وسياساته التي تقود تركيا إلى الهاوية, بينما ترى ألمعارضة أن طوق النجاة اليوم هو العودة إلى النظام البرلماني, إلا أن بقاء أردوغان في السلطة يعني إجهاض العودة لهذا النظام, لأن الانتقال إليه يتطلب من أردوغان التخلي عن عنجهيته وأطماعه في التفرد بالحكم والإطباق على تركيا, ولا يبدو أن هناك أي نية لديه لذلك, وإلا لما كانت تركيا تحولت إلى نظام الحزب الرئاسي الذي أراده أردوغان نظام حكومة الرجل الواحد التي لا تعكس إرادة الأتراك وإنما تعكس إرادة “السلطان الأردوغاني” وتخدم أطماعه فقط.
وعليه, فإن الانتقال إلى النظام البرلماني يحتاج إلى انتخابات مبكرة رئاسية وبرلمانية تخرج تركيا من عنق الزجاجة, وإزاحة أردوغان من الحكم وتصحيح البوصلة السياسية.