ارحمونا!
هاتفني جاري أبو أسعد (النّقاق), وإذ بصوته المتهدج (يُتأتِئ ويعلك بعض الحروف ويأكل نصفها) ..!
فهمت منه فيما بعد أنه ليس (مكورن), ولكن ومن شدة البرد ( تطقطق أسنانه فوق بعضها ) .. وأنه لايزال على قائمة انتظار (الذكية), بكل محتوياتها .. و قال لي معاتباً: ( دائماً تفرش لي البحر طحينة.. ومازوت .. وسكر .. و رز ) وتدافع عن إجراءات (الذكية) على أنها وسيلة عصرية, قلت له: هل تنكر أنها توفر لك موادك الغذائية المقننة في ظل الحصار الاقتصادي الغربي الجائر بشكل حضاري,
قال لي: أنتم (جماعة الحكي) دائماً حجتكم قوية, والله ياجار لو أنك مستفيد كالكثيرين من العاملين الانتهازيين لكنت عذرتك… لكنك (منتوف وحامل السلم بالعرض).. وكأنك محامٍ يبذل قصارى جهده لربح قضية المواطن.
و ما كاد ينتهي حديثي مع جاري أبي أسعد النّقاق حتى اعترتني غصّة من ضيق ذات اليد وقصرها أمام احتياجات الأولاد وعجز الراتب عن تلبية أقل متطلبات العيش ..
ياسادة لم يعد باليد حيلة, فقد استنفدتنا القروض والديون أغرقتنا, وحالنا كحال شركات القطاع العام, فمعظمها يعيش على الديون ويغرق بالعجز.. ارحمونا من إجراءاتكم التي لم تغنِ من عوز ولم تشبع من جوع.
ارحمونا يرحمكم الله ..