حماقات مستمرة!

يكرر رئيس النظام التركي رجب أردوغان تدخلاته لتأجيج الصراعات وإشعال الحروب في المنطقة وهاهو مؤخراً يصب الزيت على النار في الصراع الأرميني- الأذربيجاني المزمن حول إقليم ناغورني كاراباخ مستخدماً الأسلوب نفسه الذي اتبعه في تدخله بليبيا من خلال نقل المرتزقة والإرهابيين وزجهم للقتال مع طرف ضد طرف آخر.
لقد باتت تدخلات أردوغان ظاهرة مقلقة ومزعزعة للاستقرار والأمن على المستوى الإقليمي والدولي وفي مقامرته الجديدة لمناصرة أذربيجان على أرمينيا يرتكب حماقة خطيرة للغاية، فهو يعيد التذكير بجريمة الإبادة الجماعية للأرمن التي ارتكبها أجداده العثمانيون قبل مئة عام من جهة، ويشعل النار في منطقة القوقاز بما يمس الأمن القومي لروسيا من جهة ثانية.
ومنذ أكثر من عشر سنوات ورئيس النظام التركي يلعب بالنار ويثير القلاقل لتحقيق أوهامه المريضة بإعادة “أمجاد” السلطنة العثمانية على حساب الدول العربية ودول المنطقة عموماً، فمن تدخله العدواني ضد سورية والعراق إلى نقل الإرهابيين والمرتزقة إلى ليبيا لزيادة اشتعال الأزمة وتعميقها هناك، ولا يكاد ينتهي من تدخله في شرق المتوسط وتفاقم الصراع بينه وبين قبرص واليونان وبالتالي مع الاتحاد الأوروبي كله حتى يظهر بقواته ومجموعاته الإرهابية في قلب النزاع الأرميني- الأذربيجاني مجدداً تحريك أزمة عمرها أكثر من ثلاثين عاماً.
لا توقف لحماقات أردوغان المتنقلة والمستمرة حيث بات يمثل خطراً حقيقياً على السلم والأمن الدوليين ولقد عبر معظم رؤساء دول العالم عن هذا الأمر بمن فيهم شركاؤه في حلف “ناتو” ولا تنم هذه السياسية الرعناء إلا عن حالة من الهروب إلى الأمام من أزماته الداخلية المتزايدة من جانب حالة من جنون العظمة وصل إليها رئيس النظام التركي من جانب آخر يتخيل معها أنه “قادر على استعادة أمجاد” الإمبراطورية العثمانية.
ومع توسع مروحة تدخلات نظام أردوغان شرقاً وغرباً وزيادة أطماعه وتضخم أوهامه وتململ دول العالم من هذه الظاهرة الخطرة التي بات يشكلها، نتوقع أن تكون رهاناته خاسرة هذه المرة، وينقلب السحر على الساحر وترتد هذه الحماقات وبالاً على صاحبها.
tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار