إعادة ترتيب الأوراق ..!

أثبتت كل التجارب التي مر بها اقتصادنا خلال المراحل السابقة، التي رافقها كم هائل من الضغوطات الخارجية، واستخدام أدوات رخيصة لترجمتها على أرض الواقع، للتأثير المباشر وإيجاد حالة عدم توازن بين طرفي المعادلة في المجتمع، والتي تتمثل بالبعد الاجتماعي والاقتصادي، وخاصة الحصار الاقتصادي وعقوباته الظالمة التي تعايشنا معها منذ عقود مضت، ليس خلال سنوات الحرب الحالية فقط، بل تمتد لثمانينيات القرن الماضي، وما يحصل من تداعيات سلبية على الواقع المعيشي على المواطن هي من نتائجها الأولى، بقصد إضعاف المكون البشري والاقتصادي على السواء، تارة من خلال استهداف البنية التحتية الصناعية والخدمية، وأخرى في العنصر البشري وما يحمله من كفاءات وخبرات وكوادر قادرة على إحداث أي تغيير مفيد..!
لهذا السبب وغيره من الأسباب ركزت الحرب الكونية على تدمير هذين المكونين بصورة مباشرة، بحيث يصعب على الدولة إعادة إعمار ما خربته آلة الحرب وداعميها وإظهار الدولة بمظهر العجز، وفتح الباب على مصراعيه لحساباتهم الخاطئة..!
فإعادة الإعمار مرهون فقط بحسابات أصحاب الحقل، الذي تنطبق عليه الحالة الوطنية الخالصة من المكون السوري من تجار وصناعيين وأصحاب رؤوس أموال وغيرهم، والحالة الوجدانية والأخلاقية للأصدقاء الذين وقفوا ومازالوا مع الحق المتجسد في استقلالية وصيانة القرار الوطني.
هؤلاء يحق لهم الحديث عن إعادة الإعمار، ووضع خارطة جديدة لبناء وترميم بنية الدولة الاقتصادية والخدمية وتدعيم مكوناتها الصناعية والزراعية والتجارية والخدمية وغيرها من المكونات الأساسية.
وهنا لابد من العمل على استثمار المكون المحلي بكل أبعاده العامة والخاصة والإمكانات المادية المتوافرة فيها وتكوين شراكات عمل من شأنها المشاركة الفعالة في إعادة الإعمار وتوفير مستلزماتها بصورة تسمح مشاركة الجميع، وخاصة أنه لدينا مؤسسات ما زالت تحتفظ بملاءتها المالية على المستويين العام والخاص، وتؤمن الركيزة الأساسية والتحضير لما هو قادم، والدخول بشكل فعلي للمشاركة في إعادة بناء البنية الصناعية للشركات العامة من خلال توفير رأس المال وفق صيغة تشاركية واضحة تضمن المنفعة المتبادلة للجميع وخاصة أن الشركات الصناعية والخدمية تحتاج لرأس المال لإعادة ترتيب أوراقها من خلال الحسابات الخاصة للحقل الوطني، بعيداً عن مواقع الضغط والنفوذ التي تفرض أجندات تختلف مع حسابات المصلحة الوطنية من جهة، والمعايير الأخلاقية والإنسانية من جهة أخرى.

Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
المنجد يبحث مع فارغاس يوسا علاقات التعاون في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك السفير علي أحمد: «لجنة التحقيق المعنية بسورية» منفصلة عن الواقع.. ومزاعم الحرص على حقوق الإنسان لا يمكن أن تتسق مع استمرار الاستغلال الفاضح لقضايا نبيلة لتهديد مصائر شعوب بأكملها قانون إعلام جديد يلبي طموحات الإعلاميين في سورية... وزير الإعلام يعلن من اللاذقية أفقاً رحباً للشراكات البناءة السفير آلا: تعزيز الدعم الدولي لبرامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سورية لتأمين عودة النازحين الخامنئي يدعو إلى المشاركة الواسعة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية الصين تجدد مطالبة الولايات المتحدة بوقف نهب موارد سورية وإنهاء وجودها العسكري فيها «ناتو» والعناوين المستترة في قمته المقبلة.. ظل ترامب يُخيم.. غزة ولبنان يتقدمان.. وأوكرانيا حاضر غائب الصحة العالمية: تأثير سلبي يشمل فرص التعليم والعمل..العزلة الاجتماعية تزيد خطر الوفاة 32% "التجارة الداخلية" تشكّل  لجنة لإعادة دراسة تكاليف المواد والسلع الأساسية على أرض الواقع مجموعة سفن حربية روسية تصل إلى سواحل فنزويلا في مهمة سلام