أشخاص “الجوقات” !
غداً موعد الاستحقاق الدستوري المهم المتمثل بانتخابات أعضاء مجلس الشعب. هذا الاستحقاق الذي يؤسس لمرحلة جديدة يفترض أن تكون ذات نكهة ونمط يختلفان كلياً عن مراحل وأدوار سابقة معهودة ،وهنا المسؤولية كبرى ويقع قسم منها على عاتق المواطن الناخب ،من خلال مسؤوليته في إعطاء صوته للشخص الأكفأ ،الشخص الذي يجب أن يكون قادراً على حسن تمثيله و على درجة عالية من التمثيل البرلماني المسؤول ،البعيد كل البعد عن المظاهر الفارغة، الجوفاء. ومثل تلك المظاهر عانى منها المجتمع السوري وانعكست سلباً على المواطن وعلى الحياة البرلمانية.
وما الحالة من عدم الرضا التي تراكمت عبر سنوات ماضية من عدم نجاعة وقوة مجلس الشعب إلا نتيجة عدم إيلاء مسؤولية اختيار الأشخاص وتقديم الأكفاء إلى صفوف التمثيل السليم لمشكلات وأوجاع العباد ..
اليوم الجميع مطالب بأن يعي دوره وأهمية صوته ،ولا يستخف بهذا الدور ،فالواجب ليس فقط المشاركة الحقيقية في الإدلاء بالأصوات ،بل في معرفة لمن سأعطي هذا الصوت ،لهذا المرشح أو ذاك، لا لمن تربطني به الولاءات والمحسوبيات وماإلى ذلك …!
كفانا استهتاراً وعدم تصويب الأخطاء والمكاشفة الحقيقية لما يجري ،إذا أردنا النجاح والتطور والريادة علينا أولاً ناخبين ومواطنين أن نكون متصارحين مع أنفسنا ،نتصرف بحس من المسؤولية ونختار أشخاصاً، همهم العمل والتمثيل الجيد ،لا أشخاص يسعون للبروظة وحب الظهور ،وتنتهي نشاطاتهم سريعاً عندما (يضحكون) على الناخب باستغلال صوته ،وينسون ما جاؤوا من أجله ..!