مفتي الحسكة: المشاركة في انتخابات مجلس الشعب الجديد واجب ديني ووطني

قال مفتي الحسكة فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحميد الكندح: إن المشاركة في انتخابات مجلس الشعب واجب ديني ووطني.
وأوضح أن مجلس الشعب مؤسسة مهمة من مؤسسات الوطن، وديننا الحنيف وجميع الأديان السمحاء تحث على المساهمة الفعالة في بناء الوطن. وكيف للمرء أن يساهم في بناء الوطن إن لم يشارك في الاستحقاقات المقررة؟.
وأضاف: إن مجلس الشعب هو مؤسسة ديمقراطية تعبّر عن التشاور وإبداء الآراء في كل الأمور والقضايا التي تهم الوطن والشعب، وقد حث ديننا الحنيف على ذلك، قال تعالى في الآية (38) من سورة الشورى في كتابه العزيز: ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) للدلالة على ما اعتبر مبدءاً شرعياً من مبادئ الإسلام المتعلق بتقليب الآراء، في قضية من القضايا، واختبارها من أصحاب الرأي والخبرة، وصولاً إلى الصواب، وأفضل الآراء، من أجل تحقيق أحسن النتائج. وتطبيقاً لذلك كان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يستشير أصحابه برغم أنه معصوم. وهذا خير دليل على أن ديننا الحنيف قد جاء بمبدأ إنساني غاية في العظمة والروعة، وهو مبدأ الشورى، بل سُميت سورة من سور القرآن الكريم باسم(سورة الشورى) ؛ ولابد من تطبيق ذلك والأخذ به مصداقاً لقوله تعالى: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
وحث المفتي الكندح جماهير الشعب على المشاركة الواعية والمسؤولة في انتخابات مجلس الشعب، من خلال اختيار المرشح الكفء الأمين على مصالح الشعب والوطن، والذي يمتاز بالجرأة ولا يخشى في قول الحق لومة لائم. الحريص كل الحرص على تمثيل الجماهير التي انتخبته وأعطته أصواتها، والعمل الحثيث والدؤوب على نقل همومها والتعبير عن آمالها وآلامها وتلبية طموحاتها. انطلاقاً من كون عضو مجلس الشعب لا يمثل نفسه بل يمثل الجماهير التي انتخبته وأوصلته بأصواتها إلى هذه المكان، وهذه أمانة، وعليه أن يصون هذه الأمانة ويحافظ عليها وأن يكون جديراً بها. قال تعالى في الآية (32) من سورة المعارج: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ لكي تشعر الجماهير بأن من انتخبته كان أهلاً للأمانة ويستحق الثقة التي منحته إياها وهو مؤهل لأن يمثلها ويكون صوتها تحت قبة البرلمان.