ملاذ المستهلكين
ما إن بدأت الجهات المختصة في تنفيذها وتخصيصها بأماكن محددة ،حتى فعلت فعلها الإيجابي وكان أثرها في الانخفاض السعري الملموس واضحاً لدى جمهور المستهلكين بمختلف شرائحهم ، إذ وفرت الأسواق الشعبية مع انطلاقتها متعة الاختيار للمتسوقين ،نظراً لتوزعها في مختلف المناطق ،وغصّت أماكنها بجمهور واسع من قاصديها لشراء حاجياتهم بأسعار منطقية، مقبولة وأرخص بكثير من أسعار المحال التجارية والخدمية الأخرى التي كانت تكوي المستهلك ،وبحدود قد تصل إلى ٥٠ % عن مبيع تلك المحال…!!
الأسواق الشعبية بحق جاءت لتنهي حالة استغلال وصلت حدّ اللا منطق من قِبل التجار والباعة ،ووفرت أساسيات بكميات كبيرة وأسعار منطقية ، مواد وسلع تأتي مباشرة من المنتج إلى المستهلك ،وبالتالي ألغت حلقات الوساطة و أتاحت مجالاً واسعاً أمام المستهلكين للتحكم في الأسعار والوصول بها إلى مستويات أقل أيضاً .
في ظل الغلاء الفاحش بات المواطن اليوم يبحث جاداً عن الأسواق الشعبية لشراء متطلبات معيشته نظراً لانخفاض أسعارها مقارنة بأسعار الأسواق الأخرى ،وأظهرت حركة تسوق المستهلكين منها أنها الملاذ الآمن للمواطن ،وأن القرار حيال التوسع الأفقي فيها جاء حماية للمستهلك العادي من الاستغلال الحاصل ، لتستقطب اليوم كل شرائح المستهلكين .
مع بدء انطلاقتها نجحت التجربة ،وكان رضا جمهور المستهلكين بادياً على الوجوه والجيوب معاً ، وهنا دعوة للجهات المحلية ،وللسادة المحافظين أن يعوا أهمية هذه التجربة ويعملوا بجد لإنجاحها ،وتذليل اي صعوبات قد تعرقل مسيرتها ،من خلال تخصيص أماكن تحظى بمستوى لائق من الخدمات والاهتمام الكافي ،لا أن يتم وضعها في مساحات تفتقر لأدنى المقومات ،وأن تكون أعين الرقابة على أتم الجهوزية منعاً لوقوع أي إشكال ..!
ستبقى الأسواق الشعبية ملاذ المستهلكين البسطاء وهم كثر جداً هذه الأيام ، فلنمدد أيدينا ونتعاون جميعاً لإبقاء هذا الخيار متاحاً أمام المستهلكين ،والتفكير بتعزيزه وشموليته وأيضاً الانتشار والتوسع به .