فقد الملايين من الناس في دول العالم أعمالهم في القطاعين العام والخاص جراء جائحة كورونا ،وتحولوا من ميسوري الحال إلى فقراء لا حول لهم ولا قوة، فقط بالإقامة الجبرية المفروضة تجنباً لحدوث إصابات .
ماحدث في الساحة العالمية أمر جلل ، إصابات في الأرواح وخسائر بالمليارات ، بعد أن تعطلت حركة الاقتصاد والإنتاج برمتها ..ناهيك عما حصل مع أولئك المشتغلين الصغار الذين يعملون بشكل يومي لتأمين متطلبات وحاجيات أسرهم. في غمضة عين وجدوا أنفسهم بحالة يرثى لها ،فلا خيارات ولا وسائل تسد لقمة يومهم …!
هؤلاء شريحة الكسبة الذين يعتاشون على أعمال استرزاق يومي كانت حالتهم ماسأوية بحق ،لم يعد أمامهم أي خيار ، أو باب إلا وتم طرقه ،ولكن بلا فائدة ،ونحن كما حصل ويحصل لدى شعوب الدول الأخرى ،لدينا فئة كبيرة تعتاش من خلال أنشطة متفرقة ،فإذا استرزقت عاشت ولو بالحدود الدنيا من الكفاف الذي يبقيها على قيد الحياة ..!
صور تداعيات الآثار الاقتصادية وعوامل التنمية ككل ليست بتلك الصورة البراقة ، وبدأت تظهر للسطح دعوات تحذر من انكماشات اقتصادية خطيرة تنذر بوقوع كوارث وهزات من الصعب الخروج من سياجاتها السلبية ،وبلدنا ليس بمنأى عن التداعيات الخطيرة ،فحاله اقتصادياً معروف، يكابد من آثار الحرب والحصار ،وفوق ذلك أتى “كورونا” ليزيد في الطنبور نغماً ..وهنا الخيار اليوم أمام الحكومات والشعوب التكيّف مع هكذا واقع وحسن التعاطي من أجل أن تبادر الحكومات في إعادة حركة الإنتاج ولو بمستويات بسيطة لضمان العيش المقبول ، فالأثر الاقتصادي بدأ بالضغط الواضح ..
حكومتنا سارت في هذا الاتجاه ،والمسوغات كثيرة، أولها تنشيط الإنتاج وعودة النمو الاقتصادي وعجلة الحركة لتسير في الشركات الإنتاجية وتأمين السلع وتقديم الخدمات ،مع محفزات لقطاعات أخرى مثل الزراعة، إلا أن المطلوب خلال هذه المرحلة الوعي من جانب المواطن وأن يحس بجسامة وخطورة الوضع ،فالجائحة لا تزال موجودة وتتصاعد أرقام الإصابات في العالم ،والتساهل ليس مسموحاً وقد يؤدي إلى أنفاق ليس بمقدورنا سدها ..!
مع البدء بعودة الأنشطة المسؤولية كبيرة على المواطن لأخذ كل مقومات الحذر الشديد ،حماية لنفسه ولوطنه ،والجميع بات اليوم على درجة من الحس والمسؤولية .. ودمتم سالمين .