الاستغلال.. في شهر الرحمة!
حديث الساعة لهيب الأسعار، حتى أصبح تأمين الحد الأدنى لمتطلبات الحياة اليومية الشغل الشاغل لأغلبية الناس، ولا سيما أننا في شهر رمضان المبارك ، وكما بقية العباد في سائر أصقاع الأرض نعيش ظروف مواجهة فيروس (كورونا) اللعين وتبعاته من حيث توقف عجلة الحياة الاقتصادية ، ولأن شهر رمضان المبارك هو شهر الخير والبركة والشعور بالفقراء والمحتاجين ، كما ينبغي لمعانيه أن تكون ، فهو فرصة للعودة لذواتنا ولصفائنا الإنساني لكن الأوضاع الاقتصادية والارتفاع الفاحش في الأسعار جعلا الصورة قاتمة في هذه الأيام الفضيلة ، بسبب تحكم حيتان السوق بلقمة العباد، وافتقادهم أدنى درجات الأخلاق حتى في شهر الرحمة ، جلّ ما يهمهم تحقيق المزيد من الأرباح على حساب لقمة الفقراء ، إلى حد بتنا نترحم على أيام زمن الحرب على الرغم من مرارتها، كما أن هذا المشهد قضى على ما تبقى من ثقة بالجهات المعنية بطريقة أو بأخرى في ضبط الأسعار و رقابة الأسواق .
حال الأسعار تعودنا عليها حتى مللنا من الحديث عنها وعن التفاوت في التسعير بين سوق وآخر ومنطقة وأخرى ، وحتى ما بين منافذ البيع الحكومية حتى أصبح الإنسان البسيط محللاً اقتصادياً في هذا الموضوع ، ولم تعد تنطلي عليه مبررات جاهزة وغير مقنعة وأن السر يكمن بتحكم( ثلة ) من الحيتان الكبار والمحتكرين للقمتنا . والمطلوب من الجهات المعنية لتحفظ ماء وجهها اتخاذ الإجراءات اللازمة والفورية لمعالجة هذا الواقع المتردي ، وأن تحاسب قولاً وفعلاً من يتلاعب بقوت الفقراء الذين كانوا ولا يزالون وقوداً للحروب في كل الظروف ، وتشديد الرقابة وفتح المزيد من منافذ البيع الحكومية ، حتى نرى نتائج أعمالها على أرض الواقع ، وتالياً تُكسِب الثقة بالجهات المعنية وإما ترك الأغلبية تعيش على فتات الفتات ، ولتبقى فضائل الشهر الكريم خطباً وتذكيراً لعل الذكرى تنفع من بقي لديه البقية الباقية من الضمير الإنساني.