الضرب بالميت حرام ..!!
كان المولى في عون العباد لتحمّل أعباء مستلزمات الشهر الفضيل .كل شي زاد سعره مابين ٣٠ إلى ٤٠ % مع الأيام الأولى من الشهر ..غلاء وغلاء أتى على كل شيء .وهذا الشهر يحتاج إلى حسابات وميزانية تختلف عن أشهر العام ،فارتفاع الأسعار ما زال يلقي بظلاله الثقيلة التي تكدر صفو حياة الأسر ،وأدخلها في متاهات متشعبة ،فالاكتواء بالنار مستمر ،في وقت صارت المتطلبات لمعيشة الناس عبارة عن منغصات يومية يصعب توفيرها ،لدرجة أن رب الأسرة بات يشعر بالدونية والعجز في ظل عدم استطاعته الوفاء بمستلزمات بيته،فمهما بقي في الجيوب لا يسد جزءاً يسيراً من الالتزامات والأساسيات ….!!
كل الخشية بعد ما أصاب المواطن من عجز في مقدرته على سد فاتورة لقمة عيش أولاده ،وبعد أن ضرب الغلاء الفاحش أطنابه ،أن تصيبه الأمراض النفسية من عبء الضغوط المعيشية ،فلا يوازي قدرته ذاك الضغط الذي اعترى حياة الناس بعد فشل الجهات المعنية في ضبط إيقاع أسعار التجار ،ما أدى إلى الفشل المحتوم في توفير احتياجات الحياة …!
الغلاء جريمة بحق المواطن الذي أصبح لا يقوى على مجابهة أي شيء، وجرب كل الطرق بلا جدوى . فاستسلم تماماً ورفع يديه طالباً النجدة ،مائدة طعامه خالية تماماً ،وحتى الشكوى مل من طرق بابها ..! والأغرب أن دور الجهات الرقابية معروف ،ولم يعد الحديث عن ضرورة حمايتها للمستهلك ناجعاً ،من باب أن الضرب بالميّت حرام …!
لا احد يعرف متى ستستفيق تلك الجهات المعنية ،وإن استفاقت هل ستسمع وتحس بمعاناة البشر ومآسيهم …؟!!