رمضان.. التقوى
” اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام …” أهلاً بشهر رمضان ،شهر الخير والرحمة ، اختصه الله بفضائل عظيمة ومكارم جليلة ، فيه تتنزل الرحمة على العباد ،يسوده الخير والتسامح في النفوس .
هو فرصة عظيمة للتغيير ،لإصلاح النفوس وتصويبها نحو الأفضل ، سلوك وعبادة وخلق ،لعل في ذلك زيادة في تراحم القلوب، وعلاقاتنا فيما بيننا ،في أعمالنا وأنشطتنا، مع ذواتنا ،ومع المحيط ،ومع مهامنا ومسؤولياتنا ….
هل نعمل ؟ . هل نستفيد من معاني وغايات الشهر المبارك ..؟..أم نبقى نردد الكلمات فقط ،وفي الصدور مافيها من العقد والدرن، من الحقد والضغينة وعدم الرحمة والرأفة ..؟!.
سرعان ماستمضي الأيام ولم نستفد ونتنعم بفضائل الشهر الكريم ،ويخسر من بقي قلبه غليظاً قاسياً ،من بقي بعيداً عن إصلاح نفسه وخلقه ،ويفوز من عمل صالحاً ،وقدم على فعل الخير وجنى ثمار التقوى ،من أنجز عمله بكل حرفية وجهد وإخلاص ،من باع واكتفى بالقليل من الربح ،من وقف مع ذاته وقفة عطف وتسامح ،ونظر للأحوال بعين من المودة والتعاطف ومد يد العون للآخرين المحتاجين ..
دعوة للتجار والباعة للتمعَّن أكثر بخصائص الشهر الكريم ،وليكن ديدنهم الرحمة تجاه العباد الذين يسعون بشتى الوسائل لتأمين احتياجاتهم الخاصة خلال أيام الشهر..و لميسوري الحال للتسابق في تقديم الخير من أول أيام الشهر لمن ضاقت به الحال وزاد فقره …
مجتمعنا له بصمات من الإخاء والتعاضد المجتمعي ،وفي هذه الأيام المباركة تزداد الحاجة إلى مدّ يد العون والتآلف ،لتضفي على جراح الحاجة بلسماً يريح من جروح قاسية ،وتجبر خواطر نفوس محتاجة لاي شيء مهما كان صغيراً أو قليلاً..!
مع الأيام الأولى من الشهر الكريم نجدد النية والعزم على قضاء لياليه ولحظاته في اغتنام كل الخير ،ولتكن التقوى هدفنا وشعارنا ،وفي التقوى والخير والرحمة نفوز برضا خالقنا وتتغير أحوالنا ، وهذه هي فضائل رمضان المبارك..ودعواتنا أن يسود الخير والسلام على الجميع وكل عام وأنتم بخير.