أمثال كثيرة حفظناها عن ظهر حب وتداولناها أبا عن جد، أمثال، خلاصة تجاربهم العتيقة وتاريخهم الشفوي الغني بالحكم والمواعظ والتي دائما مانترحم بعد قولها على أيامهم ونردد فيما بيننا “اسألله أيام زمان” ومن أحب هذه الأمثال على قلبي مقولة(ألله لا يقطع لنا عادة) بكل ماتعنيه هذه الجملة من معان نبيلة استحضرناها هذا العام بملماته الجسام..
والأمثال كثيرة تعود لسنوات، لكن ماذا عن جيل أولادنا، وماهو المخزون الشفوي الذي سنتركه لهم بعد وفاتنا؟؟ وتقييد سجلنا اللحظي في ذاكرتهم على أننا الأجداد الأحياء في قلوبهم؟؟
ربما رمضان ،هذا الشهر الفضيل بطقوسه ومزامنته وباء الـ كورونا هما المحرض وراء فكرة “الأمثال الحداثية” في ذهني ولنزعة “أنا شعرية” – وأعوذ بالله من كلمة أنا- ترجمتها اليوم بمثل (شغل ساعته) يرضي جميع الأطراف ،الحكومة والزوجات وأرباب البيوت المعترين والذين صاروا “عامة” بفعل أزمة اقتصادية وشجع تجار!!
والمثل باختصار يقول: في اللمة ملمة
أي أنه واستجابة لتقارير منظمة الصحة العالمية وتحذيرات الحكومة التي يهمها سلامتنا وصحتنا الجسدية أعلنا في رمضان تعليق العزائم والولائم العائلية حتى اشعار آخر، تعليق فيه كل الخير لجيب رب الأسرة المثقوبة أصلا جراء تفشي الأسعار، والخير يلم أيضا شمل الزوجات، فلا طبيخ بالطناجر الكبيرة ولا تعب وسهر في لف ورق العنب وتقريص الكبة بأنواعها لتحضير عزومة رمضان، ولا مجاملات للـ الحماية والسلفة ولاشطف وتعزيل ماقبل ومابعد وليمة الإفطار..
لأنه في اللمة ملمة وانتقال صريح للفيروس لم تحسب له معادلات العلوم حساب يطبب حال مرضاه حتى الآن.
سنستغني طواعية عن فكرة العزائم، وسيكون الالتزام بالبيوت فطنة تقينا المصاريف الخارجة عن حد الاستطاعة والمحلاة بكنافة بقشطة ومكسرات تكسر الظهر وراتب الشهر..
“في اللمة ملمة” مثل سهل ومستطاع ويرضي كل الأذواق، لكن الصعوبة واللعثمة احتلتا لساني وأنا أستنطقه ليقول مثلا آخر يحاكي حال التجار الفجار فأعينوني يرعاكم الله