ضبط الجمارك أولاً ..!!

بعد أن تولت زوجتي مهمة شراء مستلزمات المنزل من طعام ومؤونة منذ سنوات زواجنا الأولى لم أعد أهتم كثيراً بسعر البندورة والبطاطا ومساحيق الغسيل إلافي حالات ( الجوائح ) السعرية وجشع التجار وعجز الحكومة عن كبح هذا الجشع .. منذ أيام طلبت سيدة المنزل أن أجلب صحن بيض لأنه مفقود في حارتنا .. خيرني صاحب المستودع ( جملة ) بين البيض الأحمر و الأبيض ,لأن هناك فرقاً في السعر بين ( اللونين ) ما يقارب 100 ليرة , أي بين 2400 و 2300ليرة أي إن سعر البيضة الواحدة 80 ليرة .. !!
تذكرت إلقاء الجمارك اللبنانية ( القبض ) على شاحنات تحمل خضاراً وبيضاً مهرباً من سورية .. والمصيبة أن كمية البيض- ولا نعلم مدى الدقة – تفوق 6 ملايين صحن بيض,أي حوالي 180 مليون بيضة , وهناك من انبرى من الجمارك ليقول: لا وجود للتهريب وإن كامل الحدود منضبطة , بالفعل إن من به شوكة ( تنغزه ) و ( تنعره) .. لم يبقَ أحد في الجمارك ولا في غيرها إلا وتحدث عن عشرات المعابر غير الشرعية , وعن أمراء لهذه المعابر يدفعون لهذا وذاك .. وقد يكون من يدافع ويقسم ألا وجود للتهريب ممن يقبضون ,هؤلاء لا يهمهم إن جاع المواطن السوري أو أتخم, همهم المزيد من المال والمال فقط مهما كانت النتائج ..
كنا دائماً نتمنى أن تقوم الجمارك, وانطلاقاً من شعارها ( في خدمة الاقتصاد ) وخاصة في سنوات الحرب والحصار, بضبط الحدود ومنع التهريب, لا أن تساهم مع المهربين في إفراغ السوق السوري من أسباب البقاء لكل السوريين وألا تكون عوناً للمهربين في جرائمهم بحقنا .. ومن هنا لا يحق لأي ( جمركجي ) أن يقول: لا يوجد تهريب ,لأنه بذلك يثبت التهمة على هذا الجهاز الكبير .. وإلا ستفضحه الجمارك اللبنانية .. وهذا حصل منذ حوالي ثلاثة أعوام عندما تم ضبط العديد من الشاحنات المحملة بالخضر والفاكهة السورية في الأراضي اللبنانية .. في كل الاحوال وصل الحال إلى أكثر من خطر , لذلك فإن تدخل الحكومة يبدو الآن أكثر من ضروري لضبط الجمارك للوصول إلى ضبط التهريب .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار