في ظل العزلة الجبرية والظروف الاستثنائية التي تجتاح دول العالم، والتي تسببت في اختلال التوازن الاقتصادي بلا استثناء، تصطف الأولويات, فأعتقد أننا بحاجة الى إعادة ترتيب الكثير من الأمور , بعثرتها طريقة حياتنا قبل (كورونا).
أي بحاجة لمراجعة حساباتنا ولإعادة صياغة طريقة تفكيرنا , لنتغلب على كثير من سلبياتنا, واليوم كل الخيارات مطروحة لإعادة ترتيب الحياة، بما يجعلها أكثر فائدة، ويستوجب علينا التفكير ملياً بالمتوقع وما ستلده الأيام القادمة.
كما أعتقد أن هذه الفترة فرصة ثمينة جداً للتغيير , ، وهي فرصة حقيقية للإنسان لتعديل سلوكه وتنمية مفاهيمه و مراجعة كثير من تصرفاته وسلوكياته في الفترات الماضية…. هي فرصة للحكومة لمراجعة استراتيجيتها وخططها . وحتى الهيكلة التنظيمية على مستوى وزاراتها ومؤسساتها , خاصة أن هناك حالة من الضعف والتخبّط قد ظهرت في اتّخاذ إجراءات سريعة من قبل الحكومة لم تلقَ الصدى الإيجابي على الواقع المعيشي , قد تكون هي فرصة للحكومة أيضاً لتبرز دورها في التغيير, لإعادة الثقة بينها وبين المواطن.
بالمطلق هي فرصة لنا جميعاً لإعادة هندسة سلوكياتنا في مختلف مواقعنا الحياتية والوظيفية .. فلماذا لا نحرض أنفسنا على انبعاث أفكار جديدة و تغييرات في السياسة العملية, لأن الجميع بالفعل بات بحاجة تغيير جذري شامل, ولكن بأيّ اتجاه يسير التغيير؟ وهل كان العالم يحتاج كارثة بهذا الحجم للوعي بأّنه على الإنسان اكتشاف قوانين جديدة للعيش بطريقة أفضل ..
سؤال يراودنا جميعاً ويؤكد لنا أن حياتنا ستكون مختلفة جداً بعد انتهاء الأزمة، ما يجعلنا نفكر كيف نستطيع مستقبلاً مواجهة مثل هذه الأزمات وآثارها بسهولة وكيف نتعلم ونتقن مهارات النجاة في الظروف الصعبة. والفرصة اليوم ما زالت سانحة لكثير من التغييرات الإيجابية التي يمكن ممارستها في كل القطاعات , لكنها لن تأتي لنا إلا إذا استشعرنا أهميتها واستنهضنا الهمم ولعلنا نتذكر دائما أن ( رب ضارة نافعة)!!
فـ(الضربة التي لا تقتل تقوي) … ما نحتاج الآن فعلاً هو تطبيق بعض القرارات العاجلة ووضع خطة طوارئ بأهداف قريبة المدى مع التخطيط طويل الأجل لنصبح دولة قوية تستطيع النجاة في مواجهة تحديات البقاء !!!