التراجع خطوة الى الامام

كان استهلاك السوريين من الخبز عندما كان عدد السكان ما يقارب 23 مليوناً أي قبل الحرب الظالمة على بلادنا يصل الى 2500 طن من القمح يومياً حسب الأرقام التي كانت تتداولها الحكومة في أعوام 2007 وما بعد ليتجاوز الاستهلاك السنوي المليون طن من القمح .. ولا نعلم بدقة كمية الاستهلاك اليوم بعد أن غادر من غادر من السوريين .. لذلك يصعب التكهن بأرقام الاستهلاك اليومي أو الشهري أو السنوي .. إلا تلك الارقام التي تعلنها بعض الجهات كقياس لمدى الدعم لرغيف الخبز ..

لا نذكر هذه الأرقام للتشكيك بمقدار الدعم الذي تقدمه الدولة .. ولا شك في أنه رقم يقصم ظهر الموازنة …؟

نذكر ذلك رداً على تصريحات صدرت عن معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك يوم الأحد والتي تقضي أنه تم توفير 200 ألف ربطة خبز في دمشق وريفها في اليوم الأول لاستخدام البطاقة الذكية في بيع الخبز .. أي ما يعادل 250 طناً من الدقيق .. وفي محافظتين فقط .. أي 10 في المئة من حاجة كل السوريين اليومية .. ولو أن الامور تيسرت كما كان يخطط لها قبل تراجع الوزارة خطوات كثيرة في استخدام البطاقة لكان تم ( توفير ) أكثر من ثلاثين الى أربعين في المئة من الاستهلاك خاصة في حمص وطرطوس, على اعتبار أنهما الأكثر قرباً وتداخلاً مع لبنان الذي أكد السيد المعاون أن تلك الكمية كانت تهرب إلى لبنان .. ليصيب من حيث لا يدري جهات مختصة بقمع التهريب .. وبالتالي اتهامها بالتقصير .. !!؟

نتفهم حرص الحكومة على ضبط إنتاج وتوزيع الرغيف .. وحرصها الدائم على إيصال الدعم إلى مستحقيه .. لكن لماذا كل هذه المبالغة والتضخيم والاتهام , إن كان للمستهلك أو للجهات المنوط بها ضبط الحدود ؟..

ندرك أن هذا ( الزعم ) الإيجابي الغرض منه هو الإقناع بأن ما تم تطبيقه خلال يومين على البطاقة قد ترك أثراً سلبياً كاد يوصل الناس الى ازمة جديدة.. وهذا ما دفع الوزارة الى التراجع عن شروط  كانت تعدها أساسية في تطبيق عمل البطاقة, كالكمية المخصصة للأسرة والبيع من الفرن  إلى المعتمدين .. ما يؤكد تسرع الوزارة قبل أن ياخذ هذا الموضوع المهم والمصيري حقه من الدراسة والتمحيص .. تماماً كما اعترفت بضرورة بيع الرز والسكر في البقاليات وفق البطاقة كنا أشرنا إليه  في زوايا سابقة .. لكن عندما صمّت الوزارة أذنيها حصل ما حصل من اختناقات وتزاحم و(تدافش) كادت أن تنسف كل إجراءات الحكومة الاحترازية لمواجهة (كورونا) ..

ليس المطلوب الاعتذار .. بل المطلوب هو سماع وسائل الإعلام التي نصحتكم منذ اللحظات الأولى .. الى أن وقعتم بالمحظور . وفوقها التسرع باطلاق التصريحات.. !!؟

في كل الأحوال هذه الخطوة إلى الوراء أهون بألف مرة من حدوث ازمة تتعلق رغيف الخبز ..!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار