استثمار في المستقبل
هل تم الاستثمار الحقيقي للموارد البشرية والمالية..؟ أم إن ما تم حتى الآن دعوات لاتباع إيجابيات الاستثمار المرجو..؟!
بين الحين والآخر تدعو الجهات الحكومية الى أهمية الاستثمار بهذا المرفق المهم, وسرعان ما تخف وتيرة الدعوات, وتبقى النمطية هي السائدة, ورؤية السيد «من بيده الأخضر» أولوية حتى لو كانت بالطريق الخطأ..!
لم نحقق أي تقدم أو أي مسلك يؤدي الى نهضة في الاستثمار الصحيح والقويم, بالإنسان ولا بالأموال.. دورات تأهيلية لم تأتِ بجديد, واستثمار المال ذهب قسم منه إلى مطارح ومنافع خاصة..! والنتيجة لم نحقق تلك الطفرة بالاستثمار على صعيد الكوادر وصقل مواهبها وخبراتها, ولا على صعيد الاستفادة الناجعة من كميات الاعتمادات..!
مع الأسف.. بقيت الإدارات وربما بعض الوزارات تردد أهمية الاستثمار وتنميته بالكادر من دون رسم خطوات ملموسة, كأنها اكتفت فقط بالإشارات إلى فوائد انعكاس الاستثمار بالكوادر من خلال الحفاظ على التميز وامتلاك أدوات النجاح, من باب أنها تعد الضمانة الأكيدة نحو غد أفضل.. لكن هيهات..!
لم ولن ننجح بالاستثمار البشري المادي, مادامت عقليات بعض الإدارات التي توصلت إلى كراسي المنفعة والوجاهة بأساليب غير صحيحة هي القائمة والمسموعة..! هي جاهلة ومتجاهلة تماماً لفوائد أن تكون لديها كوادر مبدعة ذات مهارات فردية ومواهب ممتازة تعزز الثقة بالذات وبالمؤسسة راعية المبادرة إن كان هناك خيار تنموي في تلك المبادرة, وهكذا تعود بالفوائد المباشرة على المؤسسات العلمية أو الإدارية الراعية للمواهب أو المبادرات العلمية التي أتت حيال حدث أو لمعالجة ظاهرة أو أزمة ما.
آن الأوان بحق أن تحذو المؤسسات والإدارات تجاه الاستثمار الصحيح بالمال وكيفية استغلاله بمطرحه الحقيقي, لا سرقته والتطاول عليه استغلالاً وسمسرة لمصلحة الجيوب والمنافع الضيقة, إضافة إلى خلق كوادر مسلحة بالعلم والإبداع وتنمية شعور النجاح بنفسها, فالاستثمار في الكفاءة كفاءة ومقدرة كبيرة على النجاح السريع وتغيير نمطية الأداء, ومدخل أساسي لبناء الوطن, واستثمار في المستقبل وهذا هو المأمول..!