رسائل «العم تكامل» !

قلنا الكثير في الحرب وظلم معظم دول العالم لبلدنا، وتحدثنا أكثر عن حرب أشد خطورة من النار والبارود، لأنها تستهدف المواطن في أكله وشربه وأمانه، إنها حرب التجويع المفروضة على بلدنا والتي حرمتها كل الديانات، وحتى المبادئ الإنسانية في أبسط صورها، فالجميع يعترف بهول مصائبها على مكونات المجتمع، فلم تترك قطاعاً إلا واستهدفته بـ(الحرمان، الحصار الاقتصادي..).
هذه حقيقة لا يمكن إنكارها، ولا تجاهلها، بل أصبحت من المسلمات المألوفة لدى المواطن، في تعامله اليومي وخاصة لجهة معاناته في تأمين مستلزمات معيشته، ولو في حدها الأدنى..!
لكن المشكلة ليست فقط فيما قلناه، وإنما في الأزمات التي تلاحق هذه المعيشة، وطريقة التعاطي معها، سواء من قبل المواطن ذاته، أو من قبل الجهات المعنية بتأمينها، إذ تكاد لا تنتهي أزمة، إلا وتظهر أخرى أشد منها، ويصبح المواطن في دوامة البحث والتحري عن أسباب تدفعه للخلاص منها، لكن ما يثير قلق الكثير من الناس، توافر المادة في السوق السوداء و(قد مابدك خود) بأسعار خيالية..!
مازوت التدفئة قليل عند «تكامل»، وهذه أولى الأزمات، وفي السوق السوداء «بحر» مازوت، والطلب على قدر أهل الدفع..!؟
والغاز المنزلي مراكز التوزيع والسيارات الجوالة والمعتمدون متخمة بالوفرة، والمواطن ينتظر رسالة(العم تكامل) بفارغ الصبر..!؟
ناهيك بقصص «تكامل» مع «السورية للتجارة» في توزيع المواد المدعمة، فهنا (حدث ولا حرج) نقص في المادة، «ونقص في البيانات»، والأهم حكاية تحديد المواد واختلافها بين أسرة وأخرى، من دون أن ننسى طفولتنا وعدم حاجتها للسكر بموجب البطاقة الذكية، وصولاً لحالات ازدحام، وزمن مهدور يمتد أياماً للحصول على القليل من مستلزمات المعيشة اليومية..!
ويا ليت الأمور تقف عند حدود (العم تكامل) بل عدواه نالت من رغيف الخبز وهو مراد كل مواطن، حيث أصبحت نوافذ الأفران وما حولها أشبه بجمهور الملاعب، مع اختلاف الهدف وطريقة الحضور.
والأهم طريقة تعاطي «حماية المستهلك» ورقابتها مع هذه الأزمات والتي تبدو وكأنها تكتفي بالرصد والمتابعة، وتسجيل المواقف عبر الضبوط، وما نخشاه وصول (العم تكامل) إلى حقلها، وانتظار المراقب رسالة «تكامل» في التنفيذ، وكأن هذا ما ينقصنا..!.
Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار