حتى «لقمة» الخُبز!
حتى الماضي القريب كان شعار: الخبز (خط أحمر) ممنوعاً الاقتراب منه أو التلاعب به من جهة الجودة والسعر يثلج قلوب عامة الناس, لكن الواقع الحالي يثبت أن تلك الشعارات لم تتعد حدود التنظير والخطابات خلال المناسبات الرسمية, بدليل «السيل» الكبير من المخالفات التي تنتشر بين أغلبية الأفران العامة منها والخاصة, بدءاً من تدني الجودة نتيجة سوء التصنيع, ومروراً بالنقص في عدد «الأرغفة», وليس انتهاءً بالسعر وكلٌ على مزاجه.
في المشهد العام يبدو واقع الرغيف كبقية العديد من المؤسسات, تحكمه (ثلة) من أهل الدار مع بضعة أشخاص, حيث يتحكم بالأمر وجود (الحويّصة) الذين يبيعون «ربطات» الخبز عبر حلقات متتالية, لتصل إلى المواطن بسعر 200 ليرة وأكثر في بعض المناطق.. بدلاً من التسعيرة الرسمية المحددة بـ50 ليرة.. ناهيك بمشهد النساء اللواتي يقمن بجمع الـ«ربطات» في مكان قريب من الفرن, لتأتي شاحنة صغيرة وتقلها إلى منطقة أخرى لتصريفها, هذه أبسط المخالفات التي تحدث يومياً.
والغريب في الأمر أننا نفتقد وجود ربطة الخبز بعد الساعة الواحدة ظهراً في الأسواق, لتتفرد المشهد «ربطة» الخبز الأبيض «السياحي» و«الكيك» و«الصمون», الأمر الذي يجبر كثيرين على شراء «ربطة» «السياحي» بـ500 ليرة.
هل تتحرك الجهات المعنية لإصدار قوانين رادعة تصل حد السجن لمن يخالف؟ وأضعف الإيمان فرض رقابة شديدة من خلال لجان مشتركة بين الجهات المختصة للرقابة الشديدة,لأننا هرمنا من اللهاث وراء كل تفاصيل حياتنا بدءاً من تأمين لقمة العيش, ومروراً على الطرقات لحجز مقعد يقلنا لوجهتنا, وليس انتهاء بتأمين (جرة غاز) أو التدفئة وغيرها من الحاجات التي يفترض أن تكون مؤمنة ولو في حدودها الدنيا, لكن التسهيلات التي يدعيها المعنيون لم تزدنا إلا اختناقاً.
ويبقى السؤال الذي يدور في ذهن كل مواطن: ترى هذه التفاصيل اليومية والوقوف في «طوابير» الانتظار, هل يعيش تفاصيلها المسؤول أو ذووه؟!.. لذلك اتقوا الله.. فالغش وصل حتى «لقمة» الخبز أو كُفّوا عن التغني بأن الخبز (خط أحمر)!.