السنة البسيطة والسنة الكبيسة

حلاوة الإنترنت أنك تحمل بين يديك مكتبة عظيمة تتصفح منها ما تشاء من «تسالي, معرفة, علوم ورياضيات».. ولرفاهية وقت استثمرت فيه المتصفح لأعرف خبايا السنة الكبيسة لتكون مخرجات بحثي كماً نوعياً يحمل عدداً كبيراً من العناوين العلمية والفلكية تبدأ بمعادلات رياضية كيف يمكن من خلالها حساب السنة البسيطة والكبيسة وشروحات فلكية أخرى تأخذك ما بين العهد القديم والحديث الذي أنتج تلك المعادلة الزمنية..!
وأنا القانعة ببساطة معرفتي بربع يوم إضافي تحتاجه الأرض في دورانها حول الشمس ومشكلاً الفرق (السنة البسيطة 365 – والكبيسة 366) والمتفاجئة بمخزون فكري وثورة علمية قديمة أجهدت المفكرين والعلماء لتحقيق يوم جديد في «روزنامتنا» السنوية.
يوم إضافي ماذا يمكن أن يقدم أو يؤخر في يومياتنا؟
سألت نفسي ماذا لو تمت مشاركة الناس باستبيان حول قبول أو رفض يوم إضافي لـ«روزنامتهم» ماذا سيكون الجواب؟
بالنسبة لي كان يوم 29 شباط نشرة أزمات إضافية, عاطفية ومادية ومعنوية وأنا أتسكع ما بين هذه الأبواب الوجدانية فما بين حرقة قلب على جارتي الثكلى بفقدان ابنها الشاب وحسرتي على صديقة ابنتي اليتيمة وهي تجهز لعرسها في ظل سوق يعاني من سعر صرف الدولار وما بين أحاديث العامة عن أزمة جرة الغاز وباقات الإنترنت وزيادة سعر البنزين وربطة البصل الأخضر والبقدونس ووو.. هذا إذا ما استثنينا وقاحة «الأنفلونزا» التي وصلت حد الوباء متمثلة بـ«كورونا» وأخبار ضحاياه صارت إحصائية نقرؤها كل مساء.
يوم إضافي, يعني ألماً أكثر, مصروفاً أكثر, وجعاً يتخطى فكرة الغاز والبنزين والبصل الأخضر حتى تأتيك مهاتفة من صديق يقص عليك أخبار «بولمان حلب» الذي نقله وعائلته بأربع ساعات لدمشق وهو التارك أفراح وزغاريد تعم المحافظة الثانية للوطن.
إنه الأمل.. الزوادة الأهم لشحن معنوياتنا والإيمان بالغد, وبكل يوم إضافي حتى لو كان عنوانه سنة كبيسة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار