بطاقة بلا طاقة!
تبدو التصريحات الآنية التي يطلقها القائمون على أسماعنا كفقعات ممن يديرون البطاقات التي باتت تحكم وتتحكم بإدارة حاجاتنا المعيشية على مختلف أنواعها وألوانها المزركشة والتي باتت ترسم لوحة قوس قزح من الخضراء «بطاقة الصراف»، التي من المفترض أن تكون كما شارة المرور الخضراء التي تتيح العبور بيسر وسهولة للمشاة نحو الطرف الآمن، لكن على ما يبدو مازالت تواجه مطبّات قلّة الصرافات وتعطل أغلبيتها برغم التحسن الطفيف بعد تركيب صرافات جديدة، بينما التعثر مازال حليف «البرتقالية الذكية» منها خصوصاً بعد اعتماد آلية توزيع الغاز بموجبها، ليكتشف بعض حامليها أن قوائم المعتمدين من الموزعين أكلت الأزمة عليها وشربت، وعناوين الكثيرين منهم خارج حدود السيطرة، ومنهم من شُطب من المهنة، وبعضهم يتحكم بمصير المستحقين بمزاجية واستحقار بعد ضياع فرص الاستغلال عليهم، بينما قصتها مع المواد التموينية المدعومة تغوص في عدم استكمال البيانات العائلية، رغم التصريحات الهوائية باعتماد برنامج تحديث تلقائي للبيانات من دون تكليف المواطن عناء طوابير الوقوف أمام نوافذ «تكامل» التي عادت –بقوة- أمام تضارب التصريحات بشأنها، (حيث إن حماية المستهلك تلقي باللائمة على تكامل والعكس صحيح)،بينما المواطن في «حيص بيص» بينهما، ولا تنتهي رحلته عند طوابير ومنافذ «التجارة الداخلية»، ليصطدم بكميات قليلة للأسرة و«وراء در» نحو «تكامل» لاستدراك نقص المعلومات.
أما قصة «البطاقة البيضاء» المعنية بإدارة أزمات الموظف الصحية والتي من المفترض أن تبيّض وجه حامليها، فمازالت تواجه العديد من المشكلات لحاملها من خلال عجزها عن تغطية حالات مرضية كثيرة وضياع حاملها بين مخبر وصيدلية وطبيب يفرضون فروقات سعرية عالية واقتطاعات تجعل من الخدمة مهزلة حقيقية للمؤمن عليه صحياً.
وللنقل واستصدار أي وثيقة حكايا لا تنتهي مع بطاقة تأمين المركبات «الزهرية» التي من المفترض أن اللون الزهر ينتشلك من القهر -كما يقولون- حيث يفرض عليك رسم «خدمة سطحة» لانتشالك من تعطّل مركبتك في الصحراء أو أي مكان آخر ولكن من دون جدوى.
باتت حكايا وقصص البطاقات تربك حاملها وتضيّق عليه أكثر من اللازم، مع أن المفترض منها تسهيل الخدمات، وبات حديث المواطن عنها همّه اليومي كـ«سيرة المهلهل» وحروب «داحس والغبراء» وبات حملها في الجيب يحتاج حقيبة يتأبطها حاملها أينما كانت وجهته وهماً لا يُطاق ولا يدري أي بطاقات تنتظره في مستقبل الطوابير التي لا تنتهي، وتصريحات هوائية، ومن يدري فقد نزود ببطاقة لفرز الهواء الملوث من النقي!