توّج الفايروس «كورونا» معاناة البشرية، فصحَّ المثل الشهير الذي جاد به أجدادنا الكرام القائل: «كمل النقل بالزُّعرور»!. والزعرور لمن لا يعرف، ثمرة مدعبلة وصغيرة لا تُغني إذا بيعت ولا تُفقر إذا دوّدت وتُركت على أغصانها.. فالفلاح يحملها على ظهر حماره عندما ينتهي من تحميل الثمار البياعة والمطلوبة في السوق.. وفي رواية أخرى، فإن الزعرور يقدم للضيوف في موسمه على المائدة بعد ضيافة «النقل» أو «المخلوطة» وهي التين المحمص مع الزبيب، كي يكون علامة على انتهاء الزيارة مثل قهوة «مع السلامة» التي تقدم في بداية الزيارة كي يرحل الضيف بسرعة.. أما بالنسبة «الزُّعرور»، فتقال أيضاً للرجل سيئ الخلق بمعنى «الأزعر» الذي يُتعب الناسَ ويتعب نفسه، فتصبح الجلسة لا تطاق بوجوده!..
شرّف كورونا، الزعرور والأزعر، كي يزيد الطين بلّة، والناس «ملتمّة»، فصحت أيضاً مقولة «إكرام الميت دفنه»، بعد أن ذاق الأمرّين، والأمرّان هما الفقر والمرض، وبالتالي فإن كورونا ليس سوى خاتمة أو نتيجة طبيعية لما كان أفظع و«أدق رقبة» منه بكثير..
يجلس الناس في العالم أمام الشاشات، كي يشاهدوا «كورونا» يتنقل بين المطارات عابراً الحدود من دون تأشيرات دخول، فهذا الميكروب الصغير، حقق أيضاً بعض الأهداف التي لم تنجح السياسات في تحقيقها، وبالتالي صحّت نظرية المؤامرة التي تقول إن صناعته تمت في «كواليس» المخابرات العالمية تحقيقاً لنظرية «المليار الذهبي» الذي يُفترض أن يتبقّى من البشر لأن المتبقين بالنسبة إليهم «كمالة عدد» فقط..
بقي أن نشير إلى أن «كورونا» يصاب بالذعر من أغنية «على دلعونا»، التي تعد مضاداً حيوياً يقضي عليه في البلدان المتخلفة التي لا تمتلك وسائل متقدمة في المكافحة.. وبالتالي ما على الموسوسين إلاّ أن يرددوا: «على دلعونا وعلى دلعونا… بعد ما شقينا جانا الكورونا»، ثلاث مرات في اليوم بعد الطعام.. والشفاء من عند الله عزّ وجل!.